كيف تُشجع الموظفين على حضور الدورات التدريبية
يُعرف متخصصو الموارد البشرية من ذوي الخبرة أن احتمالات بقاء الموظفين في الشركة تزيد في الشركات التي تسعى للاستثمار في تطورهم المهني. ولكن، لقاءات التعلّم أثناء تناول الغداء للتعرف على الطرق الجديدة للتعامل مع برنامج إكسل غالباً لا تُمنَح الاهتمام الواجب أو ربما تكون موضع اهتمام من الموظفين، لكنهم لا يحضرونها لضيق أوقاتهم.
في كلتا الحالتين، الوضع ليس مثالياً. فيما يلي ستتعرف على كيفية تحفيز الموظفين لديك على صقْل مهاراتهم وتعلُّم مهارات جديدة.
أولاً: ابدأ من القمة
قبل البدء في الترويج للدورات التدريبية بين الموظفين، يجب التأكد من مساندة القيادة العليا وتأييدها، إذا لم يدرك القادة أهمية التدريب، من سيدركها إذن؟
في عام 2018، بلغت تكلفة دوران الموظفين مليار دولار،كما أن هذه الأرقام تتزايد. يمكن تجنب الكثير من هذه التكاليف من خلال الاهتمام بأمور مثل التدريب والتطوير.
من المرجح أن يبقى الموظفون في الشركات التي تتيح المزيد من فرص الارتقاء الوظيفي والتطور المهني، كما تزداد احتمالية ترقيتهم إلى مناصب قيادية.
عندما تنظر إلى الأمر من هذه الزاوية، ينبغي أن تُسلِّم القيادة بأنه لا يمكن تحمل تبعات عدم الترويج للدورات التدريبية بين الموظفين.
ومن ثم فإنه عند النظر إلى الأمر من هذه الزاوية، فنجد أنه على القيادة في الشركات والمنظمات أن تسعى بشتى الطرق إلى الترويج للدورات التدريبية بين الموظفين وتشجيعهم على حضورها.
ثانياً: اسأل الموظفين عن رغباتهم واحتياجاتهم
تعد أفضل وسيلة لتحفيز الموظفين على التدريب هي الحصول على آرائهم حول رغباتهم واحتياجاتهم المتعلقة بالتدريب، وينطبق ذلك بوجه خاص إذا كانت شركتك تضم مجموعة من الموظفين الجدد في المجال أو سوق العمل أو إذا أطلقت مؤخراً منتجاً أو عملية جديدة.
قد تظن الإدارة العليا أن جميع الموظفين يسيرون على المسار الصحيح بينما هم في الواقع يواجهون صعوبات، ويمكن معالجة هذا الأمر من خلال التدريب، لكنَّك لن تعرف ذلك أبداً إلا حين تسألهم. ومن بين الطرق المتاحة لتحقيق ذلك: تقييم احتياجات التدريب، وهو نهج رسمي بشكل أكبر ويصلح للمهارات الفنية والسلامة المهنية.
ويمكنك تحقيق ذلك أيضاً من خلال توزيع استطلاع رأي بسيط على الموظفين، وتأكد من إضافة أسئلة مثل:
- ما المهارات التي تعتقد أنك تحتاج إليها لتؤدي عملك على نحوٍ أفضل؟
- ما تقييمك لمهاراتك الحالية في تلبية معايير وظيفتك؟
- اذكر مجالاً ترغب في تحسينه قبل التقييم القادم لأدائك.
لا تقلل من قيمة هذه الأسئلة البسيطة، إذ يُمكن أن تأتي بأفكار جيدة تعود بالنفع على شركتك.
ثالثاً: خَصِّص وقتاً لذلك
إذا حصلت على تأييد القيادة العليا، وقدَّمت التدريب الذي طلبه الموظفون، ولكنك لم تخصص وقتاً كافياً للموظفين لحضور التدريب، فأنت لم تفهم المقصود.
وهنا قد يكون عليك التقريب بين رغبة قيادة الشركة أو المنظمة واستعدادها للدعم من جهة واحتياجات الموظفين من جهة أخرى. تأكد من أن فريق الإدارة يستوعب مدى أهمية الأمر حتى يحرص على توفير الوقت للموظفين لحضور التدريب، وإلا فلماذا تُنظِّم دورات تدريبية لا يُخصَّص للموظفين الوقت الكافي لحضورها؟
إذا كان التدريب يَشغَل الموظفين عن أعمالهم لبعض الوقت، فذَكِّر الإدارة بالفوائد التي يحصلون عليها على المدى الطويل، وهي تحسين مشاركة الموظفين ومعدل الاحتفاظ بهم وزيادة الإنتاجية والنهوض بالابتكار وإعداد كوادر قيادية للمستقبل، خَصِّص وقتاً للتدريب الآن واحصد ثماره لاحقاً.
رابعًا: سَهِّل الوصول إلى الدورات التدريبية
إذا كنت تود حقاً أن تحقق الاستفادة من الدورات التدريبية، ففّكر في تسهيل الوصول إليها. يجب أن يكون تسجيل الدخول إلى منصة التعلّم والتنقل خلالها سهلاً. قبل تحديد المنصة التي ستستخدمها، خصِّص وقتاً للبحث فيها وتجربتها بنفسك وقَيِّم مدى سهولة استخدامها. بعد ذلك، تأكد من أن التعليمات واضحة ويسهل اتباعها.
ينبغي أن يكون إدراج الدورات التدريبية في جداول الموظفين سهلاً، وقد يعني ذلك استخدام طريقة التعلّم أثناء تناول الغداء أو تقديم وحدات تعلّم صغيرة يمكن جدولتها بسهولة خلال يوم العمل. كلما كانت عملية إدماج برنامج التعلم سهلة، زادت احتمالية تقبله.
ينبغي أيضاً أن تكون الدورات التدريبية قابلة للتعديل. فَكِّر في التعلّم القائم على التكيف كبرنامج تعليمي يتضمن خوارزمية؛ أي نظام تعليمي قائم على التكنولوجيا يتوافق مع احتياجات المتعلم واهتماماته. سيحافظ أسلوب التعلّم هذا على اهتمام الموظف ومشاركته ويزيد فرص إتمامه لدورات تدريبية أكثر.
خامساً: اجعل التدريب جذاباً
اضطررنا جميعاً لحضور عروض شرائح وعروض تقديمية مملة. وإذا كانت طريقة العرض مملة، فلن ينتبه إليها أحد أو يتعلم منها شيئاً أو ينخرط بحماس في التدريب المستقبلي حتى لو كانت المعلومات مهمة. إذا قررت إتاحة منصة تعلّم عبر الإنترنت، فاحرص على أن تُقدِّم المنصة محتوى ملائماً ومُحفِّزاً للتفكير وقابلاً للتعديل، وتأكد من جدولة وحدات تعلّم قصيرة حتى يتسنى إدراجها بسهولة في جداول موظفيك.
ولكن التكنولوجيا ليست الطريقة الوحيدة لجعل التدريب أكثر تفاعلاً. ادع ضيوفاً للتحدث عن الأخبار المشوِّقة في مجال العمل، وخَطِّط لتقديم عروض توضيحية عملية عن التكنولوجيا الجديدة، ونظم المسابقات إذا كنت تأمل في دفع عجلة الإبداع والابتكار. التنوع يعطي للحياة طعم والناس بطبيعتهم يحبون التجديد، لذلك فكِّر خارج الصندوق ونظم تدريبات تحمس الموظفين على المشاركة فيه.
سادساً: قدِّم حوافز تشجيعية
فكرة تقديم حوافز تشجيعية مقابل كل سلوك جيد تود أن تراه ليست دائماً الخيار الأمثل، ولكن من الجيد أن تشجع الموظفين على حضور الدورات التدريبية التي تعود بالنفع على الموظف والمؤسسة بشكل مباشر. تقديم الحوافز النقدية كالعلاوات من الحلول السهلة، ولكن ما يريده الموظفون حقاً هو الشعور بالتقدير، ويعني ذلك اتباع نهج شخصي يراعي ثقافة شركتك وموظفيك لمعرفة الحوافز التشجيعية المناسبة.
فيما يلي بعض الحوافز غير النقدية الرائعة التي يمكنك تقديمها:
- استخدام مكتب المديرين لمدة أسبوع
- وجبة غداء مجانية للفريق
- تصميم جديد للمكتب وتزيينه
- تذاكر لحدث رياضي أو حفلة موسيقية
- خيارات عمل مرنة أو إجازة مدفوعة الأجر
- إمكانية اختيار مهمة العمل التالية
من مزايا الحوافز غير النقدية أنها ستثير حماس الموظفين، حيث إن الموظفين قد لا يشعرون بالراحة عند مناقشة العلاوات النقدية أو الحوافز المالية. أياً كان خيارك، احرص على التنويه عن الحوافز التشجيعية عند محاولة تشجيع الموظفين على التدريب.
سابعاً: ربط التدريب بالترقية والتقدم الوظيفي
على غرار الحوافز التشجيعية، توجد طريقة رائعة لتحفيز الموظفين على حضور التدريب وهي ربط التدريب بالترقية والتقدم الوظيفي. عند اقتناص الموظفين لفرص التدريب واستكماله، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستوى إنتاجيتهم وتحسين مشاركتهم، وتزيد فرص تكرارهم للشيء ذاته عند ترقيتهم إلى المناصب الإدارية. وبذلك، يحصل الموظفون على مكافآت تقديراً لجهودهم وتستقطب مؤسستك المواهب الفَذَّة وتحتفظ بهم.
وطالما يحصل الجميع على فرص متساوية للتدريب، فإن ربطه بالترقية والتقدم الوظيفي وسيلة رائعة لتشجيعهم على التدريب، كما أنها طريقة رائعة لوضع مسار واضح أمام الموظفين الجدد للتقدم الوظيفي.
ثامناً: احتفل باكتمال التدريب
يمثل الاحتفال بإتمام الموظفين للدورات التدريبية إحدى طرق تشجيع الموظفين الآخرين على حضورها. لا أحد يحب أن يشعر بالتجاهل وقد يكون هذا هو التنبيه الذي تحتاج إليه لتحفيز الآخرين على المشاركة. فَكِّر في الأمر كنوع من ضغط الأقران الإيجابي، إذا كان جميع زملائك يحظون بالاحتفاء على فعل شيء معين، ألا ترغب في أن تنال نصيباً من الاحتفاء أيضاً؟ من بين طرق فعل ذلك أن تُدرِج معدل إتمام الدورة التدريبية في رسالة بريد إلكتروني تُرسل على مستوى الشركة.
يوجد خيار آخر هو تقديم تقدير رمزي عند إتمام الدورة، وتعد الشهادات أو البطاقات هي التقدير الأكثر شيوعاً وفي بعض الحالات تكون الأكثر ملاءمة. ولآخرين أيضاً يمكنك اتباع نهج أكثر إبداعاً أو أكثر تخصيصاً، وقد يكون ذلك هدية بسيطة مثل قلم أو كوب مصمم للتنقل أو بطاقة اعتماد تُضاف إلى شارة هوية الموظف.
تاسعاً: اجعل التعلّم جزءاً من ثقافة الشركة
قد تكون هذه المهمة صعبة، ولكنها تستحق العناء. الشركة التي لا تدرك أهمية تدريب الموظفين قد لا تستوعب سبب رغبتك في تشجيع الموظفين على حضور الدورات التدريبية. وإذا كان الأمر كذلك، فعليك التركيز على ثقافة الشركة قبل التركيز على التدريب.
أولاً، بَيِّن أهمية التدريب. الشركات التي تبذل جهداً لفهم ما يحتاج إليه موظفوها وتتيح المزيد من الفرص أثناء العمل من خلال التدريب والتطوير، تشهد زيادة في معدلات مشاركة الموظفين والإنتاجية والاحتفاظ بالموظفين. بعبارة أخرى: كلما قَلَّت معدلات الدوران، زاد التوفير في التكلفة، أي أن التدريب يعني تحقيق الربح.
بعد ذلك، انشر الحماس. رَوِّج للدورات التدريبية باعتبارها فرصاً للحصول على حوافز تشجيعية والتقدم الوظيفي. وضِّح للموظفين مدى ارتباط التدريب بقيم الشركة والعمل الذي يؤدونه. وحَدِّد الموظفين المتحمسين الذين كانوا من أوائل المتحمسين لأهمية الدورات التدريبية وأفسح لهم المجال للمساعدة في نشر الفكرة.
وأخيراً، حَدِّد موعداً ثابتاً. أدرج التدريب ضمن جدول أعمال الشركة. تأكد من علم الجميع (وحماسهم) بالتعلّم أثناء تناول الغداء حيث يشارك الرئيس التنفيذي أخبار مجال العمل وأهميتها للشركة. الثبات يضع قواعد الثقة ويُحدِث التغيير.
عاشراً: اجعل التدريب قابلاً للتطبيق في أماكن أخرى
قد يبدو ذلك مخالفاً للمنطق؛ لماذا تنفق الوقت والمال لمساعدة الموظفين على تنمية المهارات التي يمكنهم استخدامها في مكان آخر؟ يُقدِّر الموظفون أن تستثمر الشركات والمنظمات فيهم، وعندما يقدِّر الموظف الشركة، فعادةً ما يظل فيها. إذا علم الموظف أن دورة تدريبية تُقدِّم معلومات ستفيده طوال مسيرته المهنية، فمن المرجح أن يحضرها ويحافظ على تفاعله. وقد يكون في ذلك ميزة كبيرة للخريجين والموظفين الجدد وكذلك الأشخاص الذين ابتعدوا عن سوق العمل لفترة طويلة.
العوائق التي تحول دون الترويج للدورات التدريبية
ضيق الوقت
إذا كنت تود أن يخصص الموظفون الوقت الكافي لإكمال الدورات التدريبية، فيجب أن تخصص الوقت الكافي للترويج لتلك الدورات. ضع جدولاً زمنياً وحدِّد مقدار الوقت الذي تستثمره في الترويج للدورات التدريبية بين موظفيك.
قصور الوعي بالتدريب
إذا كان الموظفون لا يدركون أهمية التدريب الذي تروج له أو مدى قيمته، فمن المحتمل ألا يلتزموا بإكماله. احرص على اختيار الدورات التدريبية المهمة للموظف والمؤسسة والترويج لها والتأكد من أن الجميع على علم بها.
الترويج غير الفعال
إذا روَّجت لدورة تدريبية للموظفين من خلال تعليق نشرة ورقية على لوحة مهملة في غرفة استراحة الموظفين، فلا تتفاجأ إذا لم يحضر أحد. ابحث عن طريقة أفضل وأكثر جاذبية للترويج للتدريب، مثل الإعلانات الشخصية أو نشر رموز الاستجابة السريعة (QR) أو إرسال نشرات داخلية مع إدراج التحديثات.
أفضل الدورات التدريبية
اطلع على بعض دورات نوليدج سيتي الأكثر رواجاً المتاحة للموظفين في السطور التالية:
القيادة: تَعلَّم المرونة والسرعة ومهارات التواصل المطلوب توافرها في القادة البارعين. سيتعلم الموظفون خلال هذه الدورة التدريبية كيفية بث شعور الثقة لدى الآخرين والتأثير فيهم.
التطوير الوظيفي: سواء كنت تبحث عن وظيفة جديدة أو موظف جديد، فقد يكون من الصعب تحقيق ذلك بكفاءة. ستُعلِّمك دورة التطوير الوظيفي كيفية تحديد الأهداف وتقييم مهاراتك والحفاظ على حماسك.
تصميم الجرافيك: تَعلَّم ما يتطلبه الأمر لتُصبح مصمم جرافيك ناجحاً. تتناول هذه الدورة التدريبية الأساسيات، بداية من مبادئ تصميم الجرافيك إلى مستوى المبتدئين في
C++ وJavaScript. كما تتضمن شهادات إتمام الدورة التدريبية.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.