6 خطوات هامة لإدارة الموارد البشرية لإجراء مفاوضات رواتب ناجحة
التفاوض على الراتب تجربة صعبة، وكثيراً ما تكون مرهقة للأعصاب، ويمر بها مسؤولو التوظيف والباحثون عن العمل على حدٍّ سواء. وبصفتك موظفاً في مجال الموارد البشرية، من الصعب أن تتأكد من تقديم عرض مغري للمرشح المناسب وفي نفس الوقت تمثيل مؤسستك على النحو الواجب. مفاوضات الراتب هي مجرد وسيلة أخرى من وسائل بناء العلاقات، شأنها في ذلك شأن أي نوع آخر من المفاوضات، لذلك يمكنك استخدام مهاراتك الشخصية لتيسير هذه العملية على جميع الأطراف المعنية.
عادة ما يميل الرجال إلى التفاوض للحصول على رواتب أفضل، ولكن لا يزال الكثير من الأشخاص يفضلون عدم التفاوض على الإطلاق تجنباً للتوتر، حيث يوافق 68% من النساء و52% من الرجال على أول عرض يُقدَّم لهم. سنناقش في هذه المقالة العوامل المختلفة التي تدفع الفرد إلى التفاوض، وكيف يمكنك استغلال منصبك في قسم الموارد البشرية في دعم المرشحين والمؤسسة التي تعمل بها خلال عملية التفاوض.
دور موظفي الموارد البشرية في مفاوضات الرواتب
يمنحك عملك في قسم الموارد البشرية دوراً مهماً في توظيف المرشحين المؤهلين، ومن الضروري أن تكون مستعداً لقيادة مفاوضات الرواتب، حتى إذا كنت ترى أن المرشح لن يلجأ للتفاوض. يشعر الكثير من الأشخاص بالتوتر تجاه إجراء المفاوضات، وهو شعور طبيعي للغاية، ولكن توجد عدة أمور يمكنك فعلها، أنت وشركتك، لتقليل الشعور بالتوتر.
عدم استعدادك للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالراتب قد يتسبب في تأخير عملية توظيف المرشَّح، وقد يؤدي ذلك إلى تلقيه عروضاً من أماكن أخرى وحتى قبولها خلال فترة التأخير، لذلك من الأفضل استباق الأمر في بداية البحث عن مرشحين وكتابة الراتب المعروض في إعلانات الوظائف الشاغرة بكل شفافية. وتُطالب الآن العديد من البلدان أن تذكر الشركات نطاق الراتب المتاح في جميع إعلانات الوظائف الشاغرة، كما تتبنى الشركات الرائدة في مجالاتها هذا التغيير بالفعل سواء كان ذلك مطلوباً بموجب القانون أم لا، لأنه يمنح الأفضلية للباحثين عن العمل. يختار العديد من المتقدمين للعمل العدول عن التقدم لوظائف لا تفصح عن رواتبها، خوفاً من إهدار وقتهم في التقدم للوظيفة وإجراء المقابلات ليكتشفوا أن الشركة لا تستطيع تقديم الراتب الذي يطلبونه.
تقل احتمالية تقدم المرشحين المؤهلين لشغل الوظائف التي لا تذكر الراتب أثناء الإعلان عنها بنسبة 25 إلى 35%.
بالإضافة إلى ذلك، يرى 81,6% من الموظفين أن الراتب هو أهم عنصر في اتخاذ القرار بالتقدم لشغل وظيفة من عدمه، كما أن المبادرة بذكر الراتب منذ البداية والتحلي بالشفافية يُساعد على تعزيز التنوع في المؤسسة وتقليل الفجوات في الأجور بسبب النوع أو العمر أو ما شابه.
بحكم عملك في مجال الموارد البشرية، يمكنك المساهمة في منح المرشحين شعوراً بالوضوح والشفافية والمصداقية، من خلال المساهمة في صياغة إعلانات الوظائف الشاغرة وإجراء المقابلات الهاتفية المبدئية وتبادل الرسائل الإلكترونية مع المرشحين للتفاوض بشأن الراتب. سيساعد ذلك في تقليل التوتر لدى الطرفين وقد يحقق نتائج أكثر إيجابية ومُرضية لجميع الأطراف المعنية. تذكر أن وظيفتك هي جذب المرشحين ذوي الكفاءة العالية، وحثهم على المشاركة في جميع مراحل التوظيف ومنحهم عروضاً تنافسية مناسبة تشمل الراتب والمزايا الوظيفية الأخرى.
6 خطوات مهمة تمنح قسم الموارد البشرية أفضل مفاوضات رواتب ممكنة
يوجد عدد من النصائح المتعلقة بمفاوضات الرواتب، والتي سوف تمدك بالثقة التي تحتاج إليها للتعامل باحترافية:
- اجمع أكبر قدر ممكن من البيانات:
ثق تماماً أن المرشحين يبحثون عن المعلومات والمعايير السائدة في مجال عملهم وفي السوق ككل، لذلك يجب أن تكون مستعداً لمناقشة تلك الأمور معهم. وكلما زادت معلوماتك عن المستوى التنافسي الحالي في السوق، قل الوقت الذي ستستغرقه في المفاوضات، لأنك على الأرجح ستقدم عرضاً قوياً من البداية. - قيِّم معايير المؤسسة وفرق العمل:
البيانات الواردة من السوق ليست العامل الوحيد المهم في عملية اتخاذ القرارات المؤثرة المتعلقة بمفاوضات الرواتب، لكنك يجب أن تستعد أيضاً لوضع حد ثابت للراتب وأن تكون قادراً على تبرير سبب وضع هذا الحد. كن مستعداً لاستخدام الملاحظات المدونة خلال عملية المقابلة لتسليط الضوء على الأسباب التي ستشجع الموظف على العمل في شركتك. اسأل نفسك: هل الثقافة القوية التي توفرها في مكان العمل هي ما جذبت هذا المرشح في الأصل؟ هل ستقدم للمرشح ميزة معينة تعزز تطوره المهني لن يجدها في الشركات الأخرى؟ ما
الذي يميز مؤسستك وفرق العمل لديك عن باقي الشركات؟ وكيف يمكنك استخدام ذلك لإظهار رغبتك في الوصول إلى حل وسط واقعي للمرشحين الذين يبحثون عن راتب أعلى مما يمكنك تقديمه؟ - ابدأ التفاوض بتقديم عرض تنافسي لائق:
أظهر تقديرك لخبرات المرشحين وخلفياتهم من خلال تقديم راتب يعبر عن احترام جميع إنجازاتهم حتى الآن، لأنهم سيتصرفون بنفس الطريقة معك. اترك للمرشح فرصة للتفاوض على عرض أعلى، لكن لا تبخسه حقه في البداية. إذا كان المرشح مستعداً للتفاوض، فهذا يعني أيضاً أنه قادر على تمييز العروض التي تقلل من شأنه. - أنصت إلى المرشَّح:
ابدأ بداية صحيحة من خلال التواصل مع أفضل المرشحين بشكل متكرر وواضح. اطرح أسئلة لمعرفة أهم الجوانب من وجهة نظر كل مرشح حتى تضعها في اعتبارك عندما تقرر تقديم عرض. قد تكتشف أن المرشح المرجح لشغل الوظيفة لا يهتم كثيراً بالحصول على راتب أعلى من راتب وظيفته السابقة، ولكنه يبحث عن بيئة قوية وتعاونية تهتم بالعمل الجماعي. اكتشاف دوافع المرشحين والتمهل للتفكير في أهم العناصر من وجهة نظرهم سيساعدك في جذب الكفاءات القوية والاحتفاظ بهم. كن صادقاً مع المرشحين، حتى يكونوا صادقين معك، فحتى إذا لم تتمكن من تعيين أفضل المرشحين، ستظل هذه التجربة راسخة في ذهنه وسيشاركها مع أقرانه. - احرص على التواصل الفعّال:
إذا رأيت احتمالية الوصول إلى طريق مسدود في جذب أفضل المرشحين تلوح في الأفق، يجب أن تكون مستعداً لإظهار التواضع في مراسلاتك. إذا كان في إمكانك مشاركة أي قيود على الراتب الذي تستطيع عرضه، فافعل ذلك. ويُفضَّل أيضاً تسليط الضوء على المزايا الأخرى غير الملموسة للوظيفة، مثل العمل عن بُعد أو إمكانية العمل المختلط وفرص التطور المهني والمبادرات الأخرى التي تدعم الموظفين. يمكنك أيضاً التحدث عن نجاحات الشركة، مثل ارتفاع معدلات الاحتفاظ بالموظفين. إلى جانب ذلك، منح أفضل المرشحين فرصة للتحدث مع الموظفين الحاليين قد يساعدهم في تخيل أنفسهم ضمن فريق العمل في شركتك ويعزز الشعور بالألفة والاحترام. بشكلٍ عام، من الأفضل أن تحاول إضفاء الطابع الإنساني على التوظيف قدر الإمكان، بدلاً من الظهور بمظهر الشخص المتعالي ذو النفوذ الذي لا يبالي باحتياجات المتقدمين. - تحلَّ بالشفافية:
ازداد الطلب مؤخراً على شفافية الأجور في سوق العمل، ورفض مواكبة هذا الطلب لن ينجُم عنه سوى تقليل الفوائد التي تعود عليك من عملية التوظيف، لأن سوق العمل يسعى لتلبية احتياجات المرشحين، التي أصبحت تتضمن الشفافية في الأجور. وبحكم عملنا في مجال الموارد البشرية، تقع على عاتقنا مسؤولية الاستجابة لهذا المطلب على نحوٍ يدعم احتياجات الشركة.
مصادر إضافية
أياً كان مقدار البحث الذي تجريه والوقت الذي تقضيه في التحضير لمفاوضات الرواتب التي لا بد أن تظهر أثناء عملية التوظيف، قد يظل لديك الشعور بالرهبة أو التوتر تجاه هذا الموضوع، وهو أمر إيجابي، لأنه يدل على حرصك على مصالح جميع الأطراف المعنية، فأنت لا تريد تنفير المرشحين من الشركة ولكنك حريص أيضاً على تمثيل مؤسستك كما ينبغي أمام جميع المرشحين.
ابدأ رحلة التعلُّم خطوة بخطوة مع مصادر نوليدج سيتي الإلكترونية المتعلقة بالتوظيف والتعيين. الخطوة الأولى هي دورتنا التدريبية وضع الإجراءات وصياغتها لموظفي الموارد البشرية، وهي بداية رائعة لرحلة التعلُّم لأنها ستساعدك في وضع هيكل متماسك يستطيع فريقك بأكمله استخدامه، بما يضمن أن تحصل شركتك على التمثيل اللائق من جميع العاملين بالقسم، مع شعورهم بالعمل معاً لتحقيق نفس الهدف. بعد ذلك، يمكنك التسجيل في دورتنا التدريبية توظيف أصحاب الإمكانيات الواعدة للتعرُّف على كيفية البحث عن أفضل الكفاءات لشغل الوظائف الشاغرة في شركتك. وأخيراً، دورتنا التدريبية مراحل التفاوض ستمنحك أنت وفريقك الثقة التي تحتاجون إليها لبلوغ أصعب مرحلة في عملية التوظيف، وهي التفاوض على الراتب. ستتعلم في هذه الدورة التدريبية القواعد الأساسية للتفاوض وأساليب حل المشكلات وطرق الوصول إلى حل ودي.
خلال جميع هذه المراحل، تذكَّر دائماً أن محور مفاوضات الرواتب هو بناء العلاقات الإنسانية، لذلك احرص على التحلي بالاحترام واللباقة حتى تتمكن من وضع الاستراتيجيات المناسبة لك ولفريقك ومؤسستك.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.