لا شك أنَّ امتلاك موظفين أكفاء يتمتعون بالخبرة والمهارة في مُختلف مستويات المؤسسة أحد أهم ركائز النجاح للشركات. ولكن معرفة كيفية الاحتفاظ بهذه الكفاءات لا يقل أهمية عن معرفة كيفية استقطابها.
إن اندماج الموظفين في الشركة يُهيئ بيئة عمل إيجابية تُعزز الإنتاجية وتُدرّ المزيد من الأرباح. ولذلك، يجب على الشركات السعي للحفاظ على اندماج موظفيها ودعم مشاركتهم من خلال برامج تدريبية فعالة تُركز على صقل مهاراتهم الفنية اللازمة لأداء المهام بكفاءة. ويُمكن إقران تلك البرامج التدريبية بتدريبات أخرى تركز على تنمية مهاراتهم الشخصية بما يعينهم على ارتقاء السلم الوظيفي والتدريب على الامتثال لتلبية متطلبات مكان العمل. قد توفر برامج التدريب الجيدة خيارات للتطوير الوظيفي أيضاً.
تقديم برامج تدريبية للموظفين استثماراً مهماً يُكسِبهم مهارات جديدة ويُسهم في سد أي فجوات معرفية لديهم، ما يُعزز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم. يُشير 92% من الموظفين إلى تأثير برامج التدريب الإيجابي على اندماجهم وتفاعلهم في العمل.
ولا تقتصر فائدة هذه البرامج التدريبية على إثراء معرفة الموظفين وتنمية مهاراتهم، بل إنها أيضاً تزيد معدلات الاحتفاظ بالموظفين والكفاءات، ومن ثمَّ فإنها توفر على الشركة نفقات تعيين موظفين جُدد. عندما يتلقى الموظفون التدريبات اللازمة، تزداد إنتاجية شركاتهم بنسبة 17% وتنمو أرباح كل موظف بنسبة 218%.
ما ينبغي فعله قبل تقديم برنامج تدريبي للموظفين
ينبغي تحديد الاحتياجات والأهداف ونوع التدريب المناسب لمكان العمل قبل تقديم برنامج تدريبي جديد. وفيما يلي بعض الأسئلة المفيدة التي يُمكن الاسترشاد بها لفعل ذلك:
- ما نوع البرامج التدريبية التي ترغب في تقديمها؟ هل تفكر في تقديم برامج لتأهيل الموظفين الجُدد، أم برامج تدريبية على الامتثال، أم برامج تدريبية على المهارات الفنية، أم برامج تدريبية على المهارات الشخصية؟
- ما الأهداف التي ترجو تحقيقها من خلال هذا التدريب؟ هل ستطلب من جميع الموظفين اجتياز اختبار الامتثال؟ أم أنك ستوفر لهم دورات تدريبية يمكنهم حضورها عند الحاجة؟
- مَن يُمكنه تلقي دوراتك التدريبية؟ قد يكونوا جميع الموظفين أو المديرين أو فئة من الموظفين تؤدي مهاماً مُحددة.
- ما نوع الدورات التدريبية التي تريد تقديمها؟ هل الدورات التدريبية متوفرة بالفعل أم أنك تريد إنشاء محتوى جديد يلبي احتياجات شركتك؟
- ما أفضل طريقة لتقديم الدورات التدريبية؟ مع أن توفير التدريب داخل مقر الشركة قد يفيد في تعرُّف الموظفين على ثقافة الشركة، إلا أنه قد ينطوي على بعض القيود، نظراً لاقتصارك على الموارد المتاحة في الشركة.
- هل تحتاج إلى التوسُّع؟ تقديم تدريبات حضورية في مقر الشركة يُعد خياراً مثالياً للفرق الصغيرة، ولكن ماذا عن الشركات الكبيرة التي تضم مئات أو آلاف الأشخاص المُراد تدريبهم؟
يُجيب نظام إدارة التعلُّم على أسئلة تدريب الموظفين المطروحة وقد يقدم فوائد مُستدامة ولا غني عنها لفريقك. يوفر نظام إدارة التعلُّم محتوى مكتبات ضخمة تضم دورات يمكن الوصول إليها عند الطلب، مع إمكانيات التتبع وإعداد التقارير، وسهولة الإعداد والتوسع.
سواء أكنت تتطلع إلى التحوُّل من التدريب الشخصي إلى التدريب عبر الإنترنت أو تتطلع إلى إعداد أول برنامج تدريب للموظفين، فإليك بعض الميزات التي يجب أن تتوفر لديك عندما يتعلق الأمر بنظام إدارة التعلُّم.
ميزات أساسية يجب توافرها في نظام إدارة التعلّم
- مكتبة المحتوى
نظراً لأنه لا يمكن تقديم برنامج تدريبي للموظفين بدون محتوى جيد، فمن المهم تقييم مكتبة الدورات التدريبية لنظام إدارة التعلُّم قبل اختياره. ولتوفير نطاق التدريب الذي يحتاجه موظفوك، ابحث عن نظام إدارة التعلُّم الذي يقدم دورات تدريبية في الجوانب التالية:
- المهارات الشخصية مثل القيادة والتواصل
- المهارات الفنية مثل التدريب على البرمجيات والمهارات المتخصصة
- الامتثال
- التأهيل
يجب أن يوفر نظام إدارة التعلُّم أيضاً دورات في المهارات الأكثر طلباً في سوق العمل، مثل الترميز والابتكار والتفكير التصميمي.
- المحتوى المُخصَّص
هل يتيح لك نظام إدارة التعلُّم رفع محتوى مُخصَّص؟ قد تحتاج إلى امتلاك القدرة على رفع محتوى مُخصَّص إذا كنت ترغب في تقديم تدريبات خاصة بشركتك تتناول موضوعات مثل الامتثال أو العناصر الفريدة لثقافة الشركة. والأهم من ذلك أن وجود مُزود نظام إدارة التعلُّم سيساعدك على إنشاء المحتوى.
- سهولة التثبيت
ابحث عن نظام إدارة تعلُّم سهل التثبيت والاستخدام، أي لا يتطلب تثبيته وإعداده سوى بضع نقرات، ويمكن دمجه بسهولة مع الأنظمة الأخرى، كما يسهُل استخدامه والوصول إليه عبر الأجهزة المحمولة. يُنصح أيضاً بإضافية ميزة تسجيل الدخول المُوحَّد كي يتمكن المستخدمون من الوصول إلى دوراتهم التدريبية بسرعة.
- العلامة التجارية
قد يغفل البعض عن مدى أهمية واجهة نظام إدارة التعلُّم، لكن تخصيصها لتعكس العلامة التجارية لشركتك قد يُحدث فرقًا كبيرًا. فوجود اسم الشركة وشعارها بدلاً من علامة تجارية لطرف ثالث يُعزز تفاعل الموظفين مع التدريب ويُثري ثقتهم في المحتوى المُقدم.
- نظام النقاط والمكافآت
يُعد دمج عنصر التشجيع في نظام إدارة التعلُّم أداة نفسية قوية تُحفز الموظفين وتشجعهم على إكمال التدريبات. ويتضمن التشجيع إضافة نقاط أو مكافآت لإكمال الدورات، ما يُشجع المتعلمين على إنهاء التدريب ويزيد من فرص الاحتفاظ بالمعرفة.
- إعداد التقارير ومراقبة التقدُّم المُحرَز
ما لا يمكن قياسه لا يمكن تحسينه. لذا، فإن نظام إدارة التعلُّم الذي يحتوي على تقارير مُدمجة يُعد عنصرًا أساسيًا لقياس مدى نجاح برامج التدريب وفعاليتها. فمن خلال ميزة التتبُّع، يمكنك قياس مؤشرات الأداء الرئيسية للأهداف والغايات التي وضعتها لتدريب الموظفين، وتقييم التحسن الفردي لكل موظف، واستخدام هذه المعلومات لتحسين برامج التدريب ومراجعات الأداء السنوية.
- واجهة المُستخدِم
لكي تحقق غايتك في جعل نظام إدارة التعلُّم مركزًا لنشاط الموظفين، اختر نظامًا يتمتع بواجهة مستخدم جذابة وسهلة الاستخدام. فواجهة المستخدم المثالية يجب أن تتيح سهولة التنقل وتنفرد بتصميم ممتع وجذاب بصرياً. كما يجب أن توجِّه الموظفين نحو الدورات التدريبية التي يتعين عليهم الانضمام إليها، وتعرض التقدُّم المُحرَز في التدريب، بجانب إمكانية البحث والتصفح للعثور على الدورات المرغوبة عند الحاجة.
- دعم العملاء
لا تقل جودة نظام إدارة التعلُّم أهمية عن جودة مُزوِّده. ففي حال حدوث أي خلل، يجب التأكد من معالجته بشكل شامل وسريع. لذا، ابحث عن نظام إدارة تعلُّم يوفر دعمًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو حتى الدردشة المباشرة. فعدم تدخُل مُزوِّد نظام إدارة التعلُّم فوراً لحل المشكلات قد يُعرقل الإنتاجية ويضيع وقت الموظف.
- إمكانية الوصول
من أهم الميزات الرئيسية الأخرى التي يجب البحث عنها في نظام إدارة التعلُّم هي مدى قدرته على تلبية -بل وتجاوُز- معايير إمكانية الوصول للموظفين. وهذا يعني أن يقدم نظام إدارة التعلُّم خيارات مثل: الألوان عالية التباين، والنص البديل على الصور، والتعليقات التوضيحية المغلقة أو النصوص على مقاطع الفيديو، وخيارات قارئ الشاشة، وغيرها من ميزات إمكانية الوصول.
- التسعير والترخيص
رغم ثبوت فعالية برامج تدريب الموظفين في توفير أموال الشركات عبر دعم عمليات الاحتفاظ بالموظفين واندماجهم وإنتاجيتهم، فيجب الحرص على اختيار نظام إدارة تعلُّم في متناول الجميع. ويجب عند تقييم نظام إدارة التعلم الجديد مراعاة الأسعار، ونماذج الاشتراك، ومستويات التسعير، والتسعير حسب المستخدم، وخيارات ترخيص مدى الحياة.
مرحلة التنفيذ وما يليها
ختاماً، يُعد استخدام نظام إدارة تعلُّم خياراً مثالياً لتقديم برامج تدريبية فعالة للموظفين، لكن الرحلة يجب ألا تنتهي عند التنفيذ. لإثارة حماس الموظفين، أطلِعهم على الفوائد الجمَّة التي سيحققونها من التدريب. بهذا، ستلاحظ تحسينات فورية في المعرفة، وتطبيق المهارات، والاندماج، والسعادة التي ستنعكس على بيئة العمل ككل.
ختاماً:
نحرص في نوليدج سيتي على تقديم منصة تدريب تقدم خدمات التدريب للموظفين وهي منصة سهلة الاستخدام ومزودة بنظام إدارة تعلُّم مميز ويتفرد بالعديد من الخصائص والمميزات مثل نظام ارسال تقارير دورية عن أداء الموظفين المتدربين وتحديد مسارات تدريبية تتلائم مع مهارات الموظفين، كما أنه مزود بجميع الدورات التدريبية التي تغطي كافة المجالات. وفرَّ لموظفيك الآن تجربة تعلُّم فريدة ومميزة.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.