كيف يدعم تطوير الموظفين والأداء نجاح شركتك؟
تندرج أهداف الأداء ومراجعاته والمعايير التي نُقيم بها الأداء والتدريب على المهارات أيضاً، كل ذلك تحت مظلة إدارة الأداء. ويُشار إلى الاستراتيجيات المعنية بإدارة الأداء وكيفية إجرائُها والنحو الذي تتغير عليه بمرور الوقت باسم “تطوير الموظفين والأداء”. ويندرج تحت هذا العنوان الكثير من الجهود التي يعهد بها قسم الموارد البشرية، بما في ذلك بعض التحديات الفريدة في كيفية إدارة المؤسسات لموظفيها، واحتياجات الموظفين من مدرائهم مع مرور الوقت، الأمر الذي يتنج عنه حدوث توتر في بعض بيئات العمل، حيث تُشير تقارير مؤسسة جالوب إلى قائمة أهم الاحتياجات التي يحتاجها الموظف من مديره تتضمن وضوح مهام الوظيفة والحصول على ملاحظات تقييمية باستمرار.
لكن تُظهر أبحاثهم أيضاً أن 27% فقط يوافقون بشدة على أن الملاحظات التقييمية التي يتلقونها تفيدهم، بينما أفاد 19% فقط أنهم تحدثوا إلى مديريهم حول الخطوات اللازمة لتحقيق أهدافهم.
إذاً ما الدور الذي يمكن أن يؤديه قسم الموارد البشرية لملء هذه الفجوة؟ سنستعرض عن قرب تطوير الموظفين والأداء، إلى جانب بعض الخطوات التي يمكن لمؤسستك اتخاذها لتحسينه.
تعريف تطوير الموظفين وتطوير الأداء
يشير تطوير الأداء إلى الجهود المتواصلة الرامية إلى وضع مقاييس للأداء، ومساعدة الموظفين على فهم أهداف أدائهم، وتدريب الموظفين باستمرار لتحسين مهاراتهم الخاصة، ومنح المديرين الأدوات التي يحتاجون إليها للتشجيع على تحسين الأداء. يتكون هذا المفهوم من عدة أجزاء مع طائفة واسعة من الاستراتيجيات، فلا عجب أن يؤدي قسم الموارد البشرية دوراً أساسياً في هذه العملية.
يمكن أن يمتد هذا المفهوم ليشمل تطوير الموظفين والأداء، مما يشير إلى أهمية التركيز على الأهداف الخاصة بالموظفين، وكيف يرغبون في إحراز التقدم داخل الشركة، والمواهب التي يهتمون بتنميتها. إذ تُعد أهداف كلاً من صاحب العمل والموظفين عناصر مهمةً عند التخطيط للتطوير.
ذكرنا أيضاً فيما سبق مصطلح إدارة الأداء، وربما تتساءل عما إذا كان المصطلحان يعبران عن الشيء نفسه، لكن في الواقع أنهما ليسا كذلك. فإدارة الأداء هي مجال أكثر تخصصاً في إدارة جميع تفاصيل عملية قياس الأداء.
ويتضمن ذلك اختيار مقاييس الأداء والتقييمات والقوائم المرجعية، بالإضافة إلى تحديد كيفية إجراء مراجعات الأداء ونوع التواصل المطلوب بين المديرين والموظفين. أما استراتيجية التطوير فهي أشمل وتشجع على إجراء تحديثات ومراجعات ووضع أساليب جديدة لإدارة الأداء.
الآثار الإيجابية لتطوير الموظفين والأداء
لنستعرض بعض المزايا الرئيسية المترتبة على اتباع استراتيجية قوية لتطوير الأداء.
تحسين مهارات الموظفين وتنميتها: إن تطوير الأداء المُخطط تخطيطاً جيداً يشجع الموظفين على تحسين مهاراتهم والترقي في الشركة. ومن ثم يدعم ذلك ترقية الموظفين إلى مناصب أعلى داخل الشركة وشعورهم بالرضا العام في مكان العمل، كما يمنح الشركات خصائص أخرى لتسليط الضوء عليها عند البحث عن مواهب خارجية.
التفوق على المنافسين: التوفيق بين أهداف الموظفين وتطوير أداء الشركة يمكن أن يمثل ميزة كبيرة للشركة مقارنة بمنافسيها. حيث سيساعدك ذلك على جذب أفضل الكفاءات وتحسين معدلات الاحتفاظ بالموظفين والتركيز على الإنتاجية، والعديد من المزايا الأخرى التي تساعد الشركات على التميز على منافسيها. ومن ثم فإن تطوير الأداء هو أسلوب داخلي عملي يهدف إلى زيادة الحصة السوقية.
توضيح الأدوار والتوقعات المرجوة: يساعد تطوير الأداء على القضاء على الالتباس أو عدم وضوح الأدوار الخاصة بكل موظف، ومنع تشتته بسبب مهام أقل أهمية من مهامه الأساسية وشعوره بالاستنزاف، وتزويد الموظفين بطرق يمكنهم اتباعها لتلبية التوقعات وتجاوزها. يمكن لاستراتيجيات التطوير الجديدة أيضاً إلقاء الضوء على المشكلات التي ربما كانت موجودة في السابق فيما يتعلق بهذه الأمور.
التخلي عن آليات الأداء التي عفا عليها الزمن : شهدت بعض صور مراجعات الأداء وقياساته تراجعاً في فاعليتها على مر السنين. لذا فإن التطوير المستمر للموظفين والأداء يمنح الشركات فرصة لتحديد آليات الأداء التي لا تحقق النتائج المرجوة أو التي ينجم عنها نتائج سلبية، واستبدالها بأساليب أكثر فاعليةً لكل من الموظفين والإدارة.
التوجيه المستمر للموظفين: يشجع التطوير على تقديم التوجيه والتدريب والملاحظات التقييمية المستمرة للموظفين، بدلاً من رفع تقارير من حين إلى آخر يصعب تفسيرها. سيوفر ذلك بيئة عمل أكثر نزاهةً ويتيح للموظفين تنمية مهاراتهم على النحو الذي يناسب كل موظف.
تحديد الطريقة المناسبة للمساءلة: تُعد المساءلة عاملاً أساسياً في إدارة الأداء، ولكنها لا تُحدَّد دوماً على نحو لائق. يساعد التطوير السليم على تحديد المسؤوليات التي تقع على عاتق الموظفين والمديرين بوضوح، مما يعني إمكانية تحديد المشكلات بدقة أكبر، إلى جانب تقليل إلقاء اللوم وتبادل الاتهامات في مكان العمل.
كيفية تجنب الأخطاء الشائعة عند تطوير الموظفين
سنستعرض فيما يلي بعض الأساليب النافعة لتجنب المخاطر المحتملة عند تطوير الموظفين.
- وضع أهداف ونتائج استراتيجية في مرحلة مبكرة
يعاني الموظفون في كثير من الأحيان من عدم وجود مبادئ توجيهية واضحة فيما يتعلق بتوقعات الأداء. لذا على المؤسسات أن تكون على علم بما تريد تحقيقه على وجه التحديد من أجل تقديم تعليمات واضحة للموظفين حول هذه الأمور.
- إعداد برامج التدريب وإدارة الأداء وفقاً للاحتياجات الخاصة بمؤسستك.
يمكن أن تمثل مواد التدريب المُعدة مسبقاً نقطة بداية جيدة، ولكن على كل شركة وضع نهجها الخاص لإدارة الأداء. حيث سيتيح ذلك لقسم الموارد البشرية إعداد برامج تتماشى مع احتياجات الموظفين، وتحديد أهم مقاييس الأداء للمؤسسة وغير ذلك من الاحتياجات المهمة.
- لا تترد في أن تحدث الأساليب وتغيرها مع مرور الوقت
يعد التطور المستمر جزءاً أساسياً من تطوير الأداء. ويتيح ذلك لقيادات الموارد البشرية العديد من الفرص لجمع الملاحظات والتحدث إلى الموظفين ومقارنة مقاييس الأداء بالنتائج على أرض الواقع. ولا يُفضَّل استخدام نفس مقاييس الأداء لفترات طويلة، لا سيما مع نمو الشركة وظهور متطلبات وتوقعات جديدة من الموظفين. كما يضمن هذا التطور إلمام المؤسسات بالأداء من زوايا متعددة لاكتشاف المشكلات التي لم تكن واضحة في البداية.
- إضفاء عنصر الإمتاع على تدريب الموظفين بدلاً من متابعة الأداء ومراجعات الأداء.
غالباً ما ينفر الموظفون من فكرة قياس الشركات لأدائهم، التي تحمل عدداً من الدلالات غير السارة التي قد ترتبط أحياناً بأجورهم أو فرص الترقية. لذا ينبغي، بدلاً من ذلك، السعي لتطوير مكان عمل يكون للموظفين فيه قول في أدائهم، ولا يشعرون بالتقييد بسبب مقاييس الأداء. عليك أيضاً التدريب بهدف تحسين الأداء من خلال استخدام مناهج إبداعية تحث الجميع على المشاركة – وكلما أمكن – وفر فرص إرشاد حتى يتمكن الموظفون ذوو الخبرة العملية من تقديم الملاحظات التقييمية لغيرهم. حيث إن التعلُّم بالخبرة مهم لمساعدة الموظفين على التعلُّم بطرق سليمة.
- التشديد على أهمية التواصل.
يعمل تطوير الموظفين والأداء على النحو المطلوب عندما يتواصل كلا الجانبين بوضوح حول الأداء، ويستمع كل طرف إلى ما يقوله الآخر. ينبغي ألا يفترض المشرفون أو الموظفون أن الطرف الآخر “على دراية” بأي أمر ما لم يتحدث معه عنه. يمكن معالجة الكثير من مشكلات الأداء من خلال خوض محادثات صريحة، وحرية طرح الأسئلة حول كيفية قياس الأداء والسبب في قياسه. وفي المقابل، يجب أن يكون قادة الشركة على استعداد لتعديل إدارة الأداء عند الضرورة.
نصائح لتطوير الأداء تطويراً فعالاً
فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للمساعدة على نجاح استراتيجية تطوير الأداء في شركتك.
معرفة الوضع الحالي للمؤسسة.
ابدأ بتدقيق مقاييس الأداء الحالية، وإجراء استطلاعات الرأي حول شعور الموظفين تجاه الأداء وتنمية المواهب، والأهداف النهائية لتطوير الأداء في شركتك. وكما هو الحال مع العديد من الأمور الخاصة بالموارد البشرية، عليك معرفة وضعك الحالي لتعرف وجهتك التالية.
اتباع المرونة في جميع الأمور.
ينطبق ذلك على جوانب عديدة من تطوير الأداء، بما في ذلك كيفية تقييم الموظفين ومواعد إجراء مراجعات الأداء، وكيفية تدريبهم لتحقيق أهداف الأداء. حيث يختلف أسلوب عمل أو تعلُّم كل موظف، وتساعد المرونة أيضاً في الحفاظ على التوازن بين الحياة العملية والشخصية. لذلك فإن إضفاء المرونة على التغييرات المتعلقة بتطوير الأداء منذ البداية يؤدي إلى استجابة الموظفين على نحو إيجابي.
تحديد المهام الخاصة بكل منصب بوضوح.
وفقاً لما هو متبع في مجال الموارد البشرية. حيث غالباً ما تظهر مشكلات الأداء عندما لا يفهم الموظفون مهام مناصبهم أو مسؤولياتهم المحددة بشكل كافٍ. ويؤدي ذلك أيضاً إلى تراكم المهام مع مرور الوقت، مما قد يتسبب في حدوث مشكلات أخرى. لذا يجب أن يكون لجميع المناصب في المؤسسة مسؤوليات ومقاييس أداء محددة بوضوح.
إتاحة تبادل الملاحظات بين الموظفين وأصحاب العمل.
ينجح تطوير الأداء عندما يتواصل الموظفون وقادة الشركة بسهولة. فبجانب الخيارات الأخرى مثل مراجعات الأداء والتقارير الخاصة به، يجب أن تعقد المؤسسات جلسات تبادل الملاحظات للتأكد من منح كلا الجانبين فرصة للتحدث والإنصات.
الإعلان عن كيفية استخدام مقاييس الأداء بوضوح.
يجب أن تلتزم المؤسسات بالشفافية التزاماً تاماً بشأن كيفية استخدام قياسات الأداء، ويتضمن ذلك كيفية تأثير هذه القياسات على المكافآت والزيادات والترقيات وأي قرارات إدارية أخرى. حيث يجب أن يكون الموظفون على دراية بما تعنيه مقاييس الأداء وأثرها على مستقبلهم.
حاول تجنب التقييمات السنوية.
التقييمات السنوية لا تعود بالنفع على أي جانب من جوانب إدارة الأداء. لذا بدلاً من ذلك، ركز على مواصلة الإدارة وإبداء الملاحظات مع القدرة على إجراء مراجعات أو عقد اجتماعات عند الضرورة. حيث تساعد هذه المناهج المستمرة الموظفين على تعلُّم المزيد، وتمنح المديرين مزيداً من الحرية، وتساهم بشكل عام في سلاسة سير العمل والنزاهة في مكان العمل.
خطواتك التالية مع نوليدج سيتي
تُمثل هذه الأفكار نقطة بداية جيدة لمساعدتك على وضع خطة لتطوير الموظفين والأداء. ولمعرفة المزيد، تقدم نوليدج سيتي مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية العملية عبر الإنترنت والمُصممة للتدريب على أدوات الموارد البشرية المهمة ومن ثم إلهام الموظفين لابتكار واتخاذ أفضل القرارات مستقبلاً.
يُوجد العديد من هذه الدورات التدريبية، مثل دورة تطوير الموظفين والأداء، وقد صُممت هذه الدورات بحيث يمكن مشاهدتها بسهولة من أي مكان وبالعديد من اللغات، وإدراجها ضمن برامج التدريب الشخصي أو الجماعي أياً كانت خططك. تصفح مكتبة نوليدج سيتي التعليمية للتعرُّف على الدورات التدريبية الأخرى التي نقدمها حول الأداء والتطوير.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.