كيف تطلق خطة تدريب للمبتدئين بأفضل الطرق؟
خطط تدريب المبتدئين مُكلفة ومُستهلكة للوقت، كما أنه يصعب تقييمها. فلمَ تُجريها إذاً؟ المزايا طويلة الأجل التي تعود بها هذه الخطط على مؤسستك تستحق الاستثمار فيها.
لا يقتصر توفير فرص التدريب والتطوير للمبتدئين على كونه ميزة تقدمها الشركة للباحثين عن وظائف جديدة، ولكنه استثمار استراتيجي يساهم في نمو شركتك ونجاحها. ينضم خريجو الجامعات الجدد إلى القوى العاملة وهم متلهفون لتعلُّم مهارات جديدة وتطوير مهاراتهم، ومن ثم يمنح التدريب هؤلاء المبتدئين في العمل شعوراً بالتقدير والثقة والاندماج في الشركة التي يتلقون التدريب بها من أول يوم عمل لهم.
تختلف طريقة إعداد خطط تدريب المبتدئين. ولتحقيق أفضل النتائج، يجب أن تقدم خطة التدريب مجموعة متنوعة من المعلومات والمواد التثقيفية النافعة، بحيث يستفيد الموظف منها، ويلمس ثمارها في نجاحها في مساعدته على إحراز التقدم على المستويين الشخصي والمهني.
ثلاث مزايا استراتيجية لخطط تدريب المبتدئين
تحقق المؤسسات التي تقدم للمبتدئين التدريب الشامل الذي يتطلعون إليه ثلاث مزايا استراتيجية وهي:
زيادة الإنتاجية: تطور مستوى مهارات حل المشكلات لدى الموظفين يؤثر تأثيراً فورياً وإيجابياً على مستوى الإنتاجية. تعليم الموظفين طرقاً فعالة للتعامل مع المشكلات الشائعة في مكان العمل لا يتطلب إعداد تدريبات معقدة. فمثلاً تقدم نوليدج سيتي دورة تدريبية قصيرة عبر الإنترنت مكونة من ستة دروس بعنوان أساسيات الإنتاجية، يتعلّم الموظفون من خلالها كيفية وضع الأهداف وإعداد قوائم المهام وتحديد الأولويات وإدارة سير العمل وتجنب أهم العثرات المتعلقة بالإنتاجية بكفاءة. هذا النوع من التدريب للموظفين الجدد سيساعدك في توفير بيئة عمل منتجة، يحقق فيها الموظفون أقصى قدر من الفائدة في وظائفهم من خلال استغلال وقتهم بأفضل طريقة.
جذب أفضل الكفاءات: يمكنك استخدام خطة تدريب المبتدئين في مؤسستك كأداة استراتيجية لاستقطاب الموظفين الجدد من أصحاب المواهب الأكثر طلباً في سوق العمل سواء على مستوى المهارات الفنية أو مهارات التواصل. وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة Accenture Strategy في عام 2016 حول توظيف خريجي الجامعات بالولايات المتحدة، يتطلع أغلب خريجي الجامعات إلى الحصول على تدريب أثناء العمل، بل ويتوقعونه أيضاً، إلا أن أكثر الشركات لا تقدم خطط تدريب المبتدئين التي يرغب فيها الباحثون الجدد عن عمل. أما إذا نظرنا إلى تقييم الخريجين الموهوبين لخيارات التوظيف المتاحة، فنلاحظ أنهم ينجذبون إلى المؤسسات التي تُظهر التزاماً حقيقياً تجاه تطوير المهارات المهنية والأهداف الوظيفية للموظفين.
خفض معدل الدوران الوظيفي: التناقص المستمر في أعداد الموظفين يلحق الضرر بالشركات، حيث يتسبب في استنزاف الوقت والمال بشكل مستمر على توظيف موظفين جدد وتدريبهم لدعم رسالة مؤسستك ورؤيتها وقيمها، لذلك يميل الموظفون الجدد الذين يشعرون بدعم الشركة لأهدافهم الوظيفية إلى الاستمرار في العمل بها والتقدم في المناصب القيادية، وهذا هو ما يجعل المبادرة بالاستثمار في تطوير المبتدئين أمراً منطقياً، حيث يؤدي تزويد الموظفين الجدد بالتدريب إلى غرس شعور بأنهم موضع تقدير ودعم من الشركة، مما يجعلهم يشعرون بالولاء للشركة ويدفعهم للالتزام تجاهها على المدى الطويل، ومن ثم تقليل تناقص القوى العاملة.
هل تدريب المبتدئين قراراً جيداً؟
الشركات التي تحجم عن تقديم التدريب للمبتدئين تصبح عرضة لتداعيات سلبية على المدى الطويل، فعندما يعتمد الموظفون الجدد على جهودهم الفردية للنجاح أو الفشل دون دعم تطورهم ونموهم يؤدي ذلك إلى تكبد مؤسستك تكاليف أكبر لتحقيق النمو والنجاح، وهي أكثر بكثير من التكاليف التي كانت ستتكبدها إذا بادرت بالاستثمار في تطوير المهارات المهنية للموظفين الجدد.
مساعدة الموظفين الجدد على تنمية الشعور بالثقة وتطوير مهاراتهم وأهدافهم المهنية له فوائد مُثبتة، تجعل تدريب المبتدئين خطوة موفرة للتكاليف وتستحق الاستثمار فيها، كما أن التدريب المُبكر لا يدعم فقط استقرار الشركة ونموها وسمعتها وإنتاجيتها والروح المعنوية لموظفيها، بل يزيد أيضاً من أرباح الشركة، ولكن تذكر أن جودة تدريب المبتدئين ككل هي ما سيُحدد العائد على الاستثمار.
محتوى خطة تدريب المبتدئين
يجب أن تغطي خطة تدريب المبتدئين العديد من الموضوعات وألا تكتفي بالمسؤوليات الفنية التي عُيِّن الموظفون الجدد لأدائها، حيث يشعر الموظفون الجدد بالحماس تجاه تعلُّم كل ما يمكنهم تعلمه عن المؤسسة وكيفية تنمية مهاراتهم وما يلزمهم للترقي في الشركة.
عليك إعداد خطة تدريب تقدم أدوات ومعلومات مفيدة وشاملة تساعد الموظفين في التطور المهني، وتتضمن أفكار محددة حول كيفية النجاح في المؤسسة التي انضموا إليها حديثاً. يُفضَّل أيضاً تيسير وصول الموظفين إلى الدورات التدريبية دون أن يؤثر ذلك على مسؤولياتهم الوظيفية الجديدة.
إلى جانب الدورات التدريبية الرسمية، يمكنك تقديم خيارات للتعليم الذاتي عبر الإنترنت والهاتف المحمول، حتى يتمكن الموظف من إتمام الدورات التدريبية في الوقت المناسب له. هناك أيضاً دروس قصيرة ومفيدة تتناول مفهوماً واحداً فقط في كل مرة، حيث تسمح للمتدربين بتخصيص وقت للدراسة بين مهام يوم العمل وتحقيق نجاح أكبر مع التركيز والاحتفاظ بالمعلومات.
العناصر الأساسية للتدريب
توجيه متميز للموظفين الجدد: اسمح للموظفين الجدد بالمشاركة من أول يوم من خلال إخبارهم بأنهم يساهمون مساهمة قيمة في تحقيق رسالة شركتك ورؤيتها وقيمها، مع تعريفهم بها. وضح لهم أدوارهم وعلاقتها بنجاح المؤسسة ككل، ومدى التزام الشركة بنجاح كل منهم شخصياً. فعندما يشعر الموظفون الجدد بالترحاب وأنهم على دراية بالمؤسسة التي انضموا إليها، ستتمكن من وضع حجر الأساس لمزيد من التعاون والولاء على المدى الطويل.
التدريب على المهارات الشخصية: تزايدت في الآونة الأخيرة البيانات التي تُظهر أن الموظفين المثيرين للإعجاب ليسوا بارعين في الجوانب الفنية بوظائفهم فحسب، بل ماهرون أيضاً في التواصل ومتعاونون مع غيرهم ومتميزون في العمل الجماعي. كثيراً ما يكون التفوق في هذه المهارات “الشخصية” هو الدافع الحقيقي للنجاح على المدى الطويل بالشركات. ونظراً لأن الموظفين المبتدئين حديثو العهد بمجال العمل، فإنهم يستفيدون كثيراً من تطوير مهاراتهم “الشخصية”، وبالتالي ستجني مؤسستك ثمار غناها بالموظفين بالعاملين المتميزين في مثل هذه المهارات المهمة مثل إدارة الوقت والتواصل والعمل الجماعي والذكاء العاطفي وتسوية الخلافات، لذلك يؤدي تطوير المهارات الشخصية لدى الموظفين إلى الارتقاء بالعمل الجماعي والفردي أيضاً، والمساهمة في نشر ثقافة الشركة ودعم النزاهة والروح المعنوية لموظفيها بشكلٍ عام.
التدريب على المهارات الفنية: امتلاك مهارات فنية “عملية” ممتازة هو أساس نجاح كل موظف، لذلك احرص على أن توفر للموظفين الجدد الأدوات والتدريب المتعلقين بوظائفهم والذي يحتاجون إليه لتقديم أفضل أداء لديهم. وتأكد من إعدادهم على أفضل وجه لكي يتمكنوا من أداء المهام الموكلة إليهم، وادعم حماسهم وجهودهم لتعلُّم متطلبات العمل الجديدة ومستجدات التقدم التكنولوجي. تزويد الموظفين بالأدوات وسبل المعرفة والدعم التي يحتاجون إليها سيساعدهم على إحراز التقدم في وظائفهم بخطى واثقة، إلى جانب زيادة الإنتاجية ورفع الروح المعنوية.
المزيد من أفضل الممارسات التي يمكن اتباعها
التدريب خلال العمل: الجمع بين التوجيه الأساسي للموظفين الجدد وتدريبهم على مختلف المهارات مع التدريب خلال العمل وتدريب الأقران يحقق نتائج مذهلة، حيث يوفر التعلُّم بمراقبة وملاحظة الزملاء المتمرسين فرصة للموظفين المبتدئين لمعرفة دور المهارات الشخصية في العمل، وكذلك اكتساب خبرات عملية حول ثقافة مكان العمل بالشركة، كما يؤدي هذا النوع من علاقات التدريب بين المرشد والمتدرب إلى إرساء شراكات قيمة على المدى الطويل للتعلُّم وتقديم الدعم في المستقبل.
التدريب والتعليم على نحو مستمر: خطة تدريب المبتدئين تُعرِّف الموظفين بمزايا التعليم التطويري، لذلك من الضروري التأكيد على ذلك من خلال تقديم التدريب والتعليم على نحو مستمر لمساعدة الموظفين على تنمية مهاراتهم وتحقيق أهدافهم الوظيفية والحفاظ على الميزة التنافسية للمؤسسة. الموظفون هم أهم ثروة تمتلكها الشركة، ومن ثم فإن الاستثمار في نجاحهم المستمر أمر ضروري لنجاح الشركة.
كيفية إعداد خطة تدريب للمبتدئين
قد تبدو فكرة إعداد خطة عالية الجودة لتدريب المبتدئين بشركتك أمراً شاقاً، إلا أنه ليس من الضروري أن يكون بهذه الصعوبة. تتوفر حالياً العديد من الموارد التي ستساعدك على تيسير هذه الجهود، بما في ذلك مكتبة نوليدج سيتي للدورات التدريبية.
ابدأ بإعداد قائمة بأهم العناصر التي ترغب في إضافتها لخطتك التدريبية، ثم تصفح الإنترنت للبحث في الدورات التدريبية المتاحة المتعلقة بهذه الموضوعات. اختر الدورات التدريبية التي تناسب احتياجات مؤسستك، ثم عدِّل العروض التقديمية باستخدام تفاصيل ومعلومات خاصة بشركتك.
سنعرض فيما يلي بعض دورات نوليدج سيتي التدريبية التي تُيسر عملية تنمية القدرات التنظيمية والمهارات المهنية للموظفين المبتدئين:
أولى خطوات تطوير المهارات: تعلّم الخطوات الأولى اللازمة لتطوير فريقك. تتناول هذه الدورة التدريبية عناصر وضع خطة استراتيجية مؤسسية، بما في ذلك إعداد التركيز الاستراتيجي والأهداف والرسالة لتحقيق ميزة تنافسية وتخطيط مسار للمضي قدماً.
سيتعلم موظفوك كيفية:
- صياغة الرؤية وتحديد جوانب التركيز الاستراتيجي
- وضع الأهداف الاستراتيجية وربطها برؤية المؤسسة
- التحلي بالوضوح الاستراتيجي والحد من التعقيد
- اطلاع الموظفين على الأهداف الاستراتيجية
التواصل المتقن: كيف تتواصل بثقة أكبر في مكان العمل. يعد التواصل من المهارات الشخصية بالغة الأهمية، وهو مفتاح بناء علاقات عمل وطيدة وقيادة الآخرين. تتناول هذه الدورة التدريبية أنواعاً مختلفة من التواصل، بما في ذلك التواصل اللفظي وغير اللفظي. وتعرض طرقاً للتغلب على القلق وتعزيز الثقة بالنفس وتحسين مهارات التواصل داخل مكان العمل وخارجه. تتناول الدورة التدريبية الإشارات غير اللفظية والخطابة العامة وإدارة المحادثات الصعبة.
سيتعلم موظفوك كيفية:
- إعادة صياغة الحوار الداخلي
- تحديد نقاط القوة والضعف المرتبطة بالتواصل
- استخدام أنواع التواصل الثلاثة
مصادر إضافية
تقدم نوليدج سيتي مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية التي ستساعدك على إعداد خطة تدريب شامل للمبتدئين. تصفح المكتبة الكاملة للدورات التدريبية هنا، التي تضم أيضاً دروساً معدة مسبقاً لمساعدتك على بدء إعداد خطتك.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.