تكاليف تدريب الموظفين: كم ينبغي أن تنفق شركتك؟

يدرك المتخصصون في مجال الموارد البشرية جيداً أن تعيين موظفين جُدد وتدريبهم غالباً ما تكون تكلفته أكبر من تكلفة تدريب الموظفين الحاليين.

ويشير تقرير صادر عن مكتب العمل الأمريكي في عام 2020 إلى أن دوران الموظفين يُكلِّف الشركات تريليون دولار سنوياً. وعلاوة على ذلك، أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب مؤخراً أن 87% من جيل الألفية يرون فرص تنمية المهارات المهنية عاملاً حاسماً عند اختيار الانضمام لشركة أو البقاء فيها. وتُظهر هذه الإحصاءات أيضاً أن برنامج التدريب يمكن أن يكون استثماراً حقيقياً للشركات على المدى الطويل، وخاصة عند إدارة التدريبات بفعّالية.

يتناول هذا المقال العديد من العوامل التي تؤثر على تكاليف التدريب الخاصة بالشركات بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح المفيدة حول الطرق التي تستطيع من خلالها الشركات أن تُقلِّل ميزانيات تدريب وتطوير الموظفين.

تكاليف تدريب الموظفين: كم ينبغي أن تنفق شركتك؟

كم تبلغ تكلفة تدريب موظف؟

تتغير الأرقام من عام لآخر، ومنذ بداية الألفية الجديدة بلغ متوسط تكلفة تدريب موظف جديد حوالي 1200 دولار. ثم أخذ هذا الرقم يرتفع حتى تفشي جائحة كورونا، ولكنه انخفض في عام 2020 بمقدار 175 دولاراً. وقد يكون سبب ذلك على الأرجح هو استخدام مجموعة من البدائل الأوفر وإلغاء الشركات برامجها التدريبية لتوفير الأموال بعد الخسائر التي لحقت بها بسبب أزمة فيروس كورونا.

عند الحديث عن التكاليف السنوية لمواصلة تدريب الموظف والحفاظ على رضاه عن مستوى تطور مهاراته المهنية، فإن الأرقام متشابهة، حيث تبلغ التكلفة السنوية حوالي ألف دولار لكل موظف.

ولكن، يظل من الأفضل مواصلة تدريب الفريق الحالي، حيث تتجاوز التكاليف المتعلقة بدوران الموظفين تكلفة التدريب.

والملفت للانتباه أن الشركات متوسطة الحجم (ما بين 100 و1000 موظف) أنفقت مبلغ أقل لكل موظف (581 دولاراً) مقارنة بالمؤسسات (أكثر من 100 موظف: 924 دولاراً لكل موظف) والشركات الصغيرة (أقل من 100 موظف: 1678 دولاراً لكل موظف) في عام 2020. وقد كانت الشركات متوسطة الحجم هي الشركات التي يُرَجَّح أن تُقلِّص ميزانية التدريب خلال ذروة تفشي جائحة كورونا.

إليك بعض الأرقام الدقيقة:

في عام 2020…

متوسط ما تتحمله الشركة من تكاليف لتدريب موظف حالي: 1111 دولاراً

متوسط ما تتحمله الشركة من تكاليف لتدريب موظف جديد: 1268 دولاراً

ما الذي يؤثر على تكاليف التدريب؟

كما هو الحال في أي شيء يتعلق بالأعمال، فإن العائد على الاستثمار مهم. وقبل إجراء أي تغييرات على ميزانية التدريب، من المهم تحديد ما إذا كنت تُنفِّذ برنامجك بكفاءة وفعالية أم لا. هل تتطور مهارات الموظفين؟ هل تمكنوا من استيعاب المعلومات التي حصلوا عليها؟ هذان مقياسان فقط من المقاييس التي ينبغي مراعاتها عند تقييم العائد على الاستثمار لبرنامج تدريب الموظفين.

حجم الشركة – كلما كان حجم الشركة أصغر، زادت تكلفة التدريب. إذا كان عدد الموظفين لدى شركتك قليل، فإن استبعاد موظف واحد فقط من خط الإنتاج لأغراض التدريب يمكن أن يُضِرّ بإيرادات الشركة. ومن ناحية أخرى، فإن الشركات التي لديها قوة عاملة كبيرة الحجم أكثر استعداداً لمواجهة الخسائر في تكاليف الإنتاج المرتبطة بتدريب الموظفين الجدد أو الارتقاء بمهارات قسم كامل من الموظفين.

مستوى مهارات الموظفين – يختلف مستوى المهارات الأساسية لكل موظف عند شغل وظيفة. بالإضافة إلى ذلك، تختلف سرعات التعلُّم من موظف لآخر أيضاً. وهذا يعني أنه حتى الموظفين الذين يشغلون نفس الوظيفة ولديهم خبرات مهنية متماثلة قد تختلف احتياجاتهم التدريبية اختلافاً كبيراً، مما يؤدي إلى تكبد تكاليف مختلفة. يمكن أن تساعد برامج التدريب عبر الإنترنت مثل التي تقدمها نوليدج سيتي في هذه الحالة لأنها تتيح للمديرين تخصيص مجموعات الدروس لتناسب مستويات المهارات الفردي+ة للموظفين واحتياجاتهم.

أنواع التدريب – كان أحد الجوانب الإيجابية للانتقال إلى العمل أو التدريب عن بُعد خلال فترة تفشي جائحة كورونا هو رواج فكرة التعلّم عن بُعد، لأنه أوفر نسبياً مقارنة بالتكاليف المرتبطة بالتدريب التقليدي. وقد تكون تكلفة التدريب أثناء العمل باهظة لأنه يتطلب دفع أجر لمشرف أو موظف من أجل أن يترك المشروعات التي يعمل عليها لتدريب موظف آخر. ومع ذلك، قد لا تستطيع الاستغناء عنه في بعض الأحيان، لأن بعض الوظائف تتطلب مستوى معيناً من التدريب أثناء العمل.

هل يستحق التدريب التكاليف المدفوعة فيه؟

يقلل التدريب من الانتكاس ويساعد في رفع معنويات الموظفين.

حيث أن الموظفين هم من الأصول الثمينة للشركة، مما يعني أن قيمتهم تزيد بمرور الوقت، ويتحسن أداؤهم في العمل ويصبحون أسرع وأذكى. وفي نهاية المطاف، هذا هو سبب أن الاستثمار في تطوير مهاراتهم استثمار عملي طويل المدى.

كيف يمكنك تقليل التكاليف؟

هل يستحق التدريب تكبد التكاليف؟ نعم، ولكن ينبغي أيضاً العثور على البرنامج المناسب لميزانيتك. يُتيح التدريب عبر الإنترنت أكبر فرصة لتوفير التكاليف، ولكن توجد طرق أخرى للتوفير.

كيفية توفير التكاليف:

ضع خطة: يعد امتلاك استراتيجية مدروسة جيداً لبرنامج التدريب الخطوة الأولى لجعله أكثر كفاءة. ومثلما يتطلب أي مسعى جديد يتعلق بمنتجك أو خدمتك خطة عمل جيدة، يتطلب التدريب نفس الشيء أيضاً. وبناءً على حجم فريقك، قد يتضمن ذلك إجراء استطلاع رأي لتحديد التفضيلات والاحتياجات الفردية في التعلّم.
التكرار: قد يبدو تكرار التدريب ليس ضرورياً، إلا أن الدراسات التي أجريت حول الاحتفاظ بالمعلومات ونسيانها تشير إلى خلاف ذلك. ووفقاً “لنظرية منحنى النسيان”، تتعرض المعلومات للنسيان بمرور الوقت وغالباً ما يحدث ذلك بسرعة كبيرة (يسقط من الذاكرة ما يصل إلى 60% من المعلومات المكتسبة في درس معين خلال 48 ساعة)، وعندما لا تتمكن الشركات من تعزيز التدريب، فإنها في الواقع تهدر 60% من ميزانيتها. وقد ثبت أن الاختبار وسيلة متميزة لتعزيز التدريب.
البحث عن “التكاليف الخفية” وتقليلها: من المهم مراعاة الوقت الضائع في ميزانيتك بالإضافة إلى “التكاليف الخفية” التي غالباً ما يغفل عنها أصحاب الأعمال، مثل تكلفة مواد التدريب أو النفقات المتعلقة بالتنقلات.