تدريب الموظفين عبر الإنترنت: أفضل 10 ممارسات لتحقيق النجاح
تُواصل الشركات في جميع أنحاء العالم تطبيق سياسات العمل عن بُعد بينما لا تزال تبحث عن طرق جديدة ومُبتكرة لتقديم السلع والخدمات إلى عملائها، وهنا تبرز حاجة الموظفين إلى تولي مهام جديدة واكتساب المزيد من المهارات لمواكبة التغيرات التي تحدث كل يوم، كما تظهر حاجة القادة إلى تبنَّي أساليب مُختلفة للإدارة وإيجاد سُبُل جديدة تُحفز الفرق على الاندماج في العمل والتفاعل مع بعضهم بعضاً.
من الاستراتيجيات التي قد تُعين القادة على توحيد صفوف الموظفين وإدماجهم في العمل وتهيئتهم لتولي مهام جديدة هي الاستعانة ببرنامج تدريب افتراضي. قد لا تعتقد في بادئ الأمر أن إثقال كاهل الموظفين بمزيد من المهام – وخصوصاً بالدورات التدريبية – سيفيدهم، ولكن في واقع الأمر ثمَّة فوائد جمَّة لبرامج التدريب الافتراضية من شأنها أن تُسهم في تحفيز الموظفين والحفاظ على حماسهم وإنتاجيتهم.
ولعلَّ أحد أعظم الفوائد المترتبة على البرامج التدريبية أنها تحسّن من اندماج الموظفين في العمل. في الواقع، يزداد اندماج الموظفين وتفاعُلهم عندما تُتاح لهم الأدوات والموارد التي تساعدهم على تحقيق التطور المهني أو تُكسبهم الثقة في قدرتهم على أداء مهام العمل بكفاءة وفعالية، حتى أن الدراسات أظهرت أن الموظفين المندمجين في العمل يكونون أكثر إنتاجية ومن ثم تقل احتمالية تركهم لوظائفهم.
إذا كنت تفكر في الاستعانة ببرنامج تدريبي لموظفيك أو كنت تُطبق واحداً بالفعل ولكنك ترغب في معرفة أفضل الطرق لتحقيق أقصى استفادة منه لصالح شركتك، فإليك عشرة من أفضل الممارسات التي يمكنك تطبيقها لتحفيز الموظفين على الالتزام بهذه البرامج.
-
ركّز على القيمة المُحقَّقة على المدى الطويل وليس على ضمان الامتثال على المدى القصير
تنظر الشركات في معظم الأحيان إلى تدريب الموظفين على أنه إجراء روتيني يجب تنفيذه للتأكد من أن جميع الموظفين مواكبين للتطورات في أحد المجالات أو المهارات بغرض استيفاء أحد المتطلبات السنوية.
ولكن على الشركات – بدلاً من ذلك – أن تفهم مدى أهمية تدريب الموظفين وعمق تأثيره على كافة المستويات في الشركة.
فتدريب الموظفين يرفع من إنتاجية الفرق عالية الأداء، ما يُترجم إلى زيادة في الإيرادات، ناهيك عمّا يوفره من نفقات طائلة نتيجة تحسين معدل الاحتفاظ بالموظفين وتنمية معارفهم وصقل مهاراتهم.
-
الالتزام بالتدريبات
لكي تحقق برامج تدريب الموظفين عبر الإنترنت غاياتها المنشودة، على القادة أولاً تقدير القيمة التي تضيفها هذه البرامج للشركة على المدى الطويل، ومن ثمَّ العمل على دعمها والترويج لها ولأهميتها. فإذا لم يُبدِ القادة حماساً بشأن هذه البرامج التدريبية، أو إذا لم ينجحوا في الترويج لها وتوعية الموظفين بشأن كيفية المشاركة فيها، فلن يُدرك الموظفون مدى فائدة هذه البرامج التدريبية لهم أو لشركتهم، وسينظرون إليها باعتبارها مجرد مهمة إلزامية عليهم استكمالها. كما لا يجب أن تقتصر هذه البرامج التدريبية على الموظفين فحسب، ولكن على قادة الفرق والمديرين أيضاً المشاركة فيها ضماناً لنجاحها، نظراً لما يتمتعون به من قوة تأثير كبيرة على الموظفين.
-
التدريب للمستقبل
لما أضحى العمل عن بُعد خياراً مُفضلاً للكثير من الموظفين والفرق، وعلى الأرجح سيستمر هذا الوضع لفترة من الوقت، لم تعد برامج التدريب الجماعية التي تُقام في المؤسسات حلاً مطروحاً أو مُجدياً. تتمتع المنصات الإلكترونية المتخصصة في التدريب والتطوير المهني بالعديد من المميزات مقارنة بالتدريب وجهاً لوجه؛ فهي متاحة دائماً ويمكن الوصول إليها عند الحاجة كما أنها توفر الكثير من الوقت وتقدم العديد من الخيارات.
-
إيجاد برامج التدريب المناسبة لمكان العمل
إذا لم تجِد البرامج التدريبية صدى لدى الفريق أو لم يتفاعل معها الموظفون على النحو المنشود، فعلى القادة التحقق مما إذا كان هذا التدريب مناسباً لمكان العمل أم لا. ولفعل ذلك، يجب طرح أسئلة مثل: هل يلبي هذا التدريب احتياجات الموظفين التدريبية ويناسب اهتماماتهم؟ هل يتضمن التدريب سيناريوهات ومواقف يمكن للموظفين التفاعل معها؟ لا يتشابه كل برنامج تدريبي مع غيره، لذلك يجب الحرص على اختيار برنامج يتمتع بمحتوى ملائم وممتع ويخدم الهدف المقصود منه.
-
استغلال وقت الموظفين بحكمة
إن توفير برامج تدريبية طويلة تستهلك الكثير من الساعات من وقت الموظفين وتُصرفهم عن مهام عملهم الأساسية ليس أمراً فعالاً أو مُجدياً، لذا على قادة الشركات الحرص على توفير دورات تدريبية وفيديوهات قصيرة يُمكن للموظفين استكمالها في غضون 30 دقيقة أو أقل. الأمر الذي سيقلل من صعوبة ومشقة التدريب، ولن يجعله يؤثر سلباً على إنتاجية الموظفين، كما أنه سيمنحهم شعوراً إيجابياً بإحراز “نجاحات سريعة” عند إنهاء عدد من الدورات التدريبية.
-
تهيئة بيئة تفاعلية للتدريب
قد يعمل كل موظف على استكمال الدورات التدريبية وحده، لكن هذا لا يعني أنه يجب أن يكون نشاطاً منفرداً. وفي ضوء ذلك، يمكن للمديرين دعوة الموظفين لمشاركة معلومات عن الدورات التدريبية التي اجتازوها مؤخراً في اجتماعات الفريق الأسبوعية.
علاوةً على ذلك، يمكن للمديرين تعيين دورة تدريبية كي يستكملها جميع أعضاء الفريق، ومن ثمَّ دعوتهم للاجتماع معاً لمشاركة الدروس المُستفادة والمعلومات المُستخلصة منها، فهذا من شأنه تعزيز تفاعل الموظفين وضمان التزامهم باستكمال الدورات التدريبية وترسيخ المفاهيم والدروس المُستفادة، علاوة على دعم تركيز الفريق الذي يعمل أفراده عن بُعد على ممارسة نشاطٍ مشترك بينما يعمل أفراده عن بُعد.
-
تتبُّع التقدم المُحرَز وقياس النجاح
ما الجدوى من تقديم برنامج تدريبي للموظفين دون وجود أداة فعالة لتتبُّع التقدم المُحرز وقياس مدى نجاح التدريب في تحسين مستوى اندماج الموظفين وصقل مهاراتهم؟ يتضمن البرنامج التدريبي الجيد آليات لتتبُّع الأداء والإبلاغ بتقارير بشأنه، كما يجب أن يقيس مؤشرات الأداء الرئيسة التي توضح مدى تأثير التدريب على إنتاجية الموظفين واندماجهم في العمل.
-
توفير دورات التطوير المهني
قد يركز القادة على تزويد موظفيهم بالتدريبات التي تنهض بمهاراتهم العملية والمعرفية ذات الصلة بوظائفهم الحالية، ولكن منح الموظفين إمكانية الوصول إلى مكتبة من الدورات التدريبية المختلفة التي من شأنها دعم تطورهم المهني يُعد أيضاً ميزةً كبيرة، إذ أن فرص التعلم والتطوير التي تقدمها الشركات باتت إحدى الاعتبارات الأساسية لدى الباحثين عن عمل.
-
مواكبة التطورات في مجال العمل
تظهر كل يوم مهارات وبرمجيات وقوانين امتثال جديدة يجب تعلُّمها. لذا، على القادة انتقاء البرامج التدريبية الافتراضية التي تواكب الاتجاهات السائدة، ضماناً لإلمام الموظفين بكافة المهارات والمستجدات اللازمة لأداء مهامهم الوظيفية ومن ثم منح الشركة ميزةً تنافسية. على القادة كذلك إيجاد برمجيات تدريبية تتيح لهم رفع الدورات أو المواد الخاصة بالشركة أو مجال العمل، كي يتسنى للموظفين الوصول إلى التدريبات على المهارات المتخصصة أو التدريب على الامتثال.
-
لا تخشى تدريب الموظفين
تتجنب بعض الشركات توفير البرامج التدريبية للموظفين، خشيةً انتفاع موظفيهم بتلك الدورات لصقل مهاراتهم ومن ثم ترك العمل بحثاً عن فرص أفضل. ولكن ذلك لن يحدث إلا إذا سمحت بحدوثه، وذلك لسبب بسيط، وهو أن توفير التدريبات للموظفين سيرفع معدل الاحتفاظ بهم ويُعزز اندماجهم وتفاعلهم في العمل ويحسن إنتاجيتهم. أضف إلى ذلك، أن الموظفين الأكفاء المهرة يمثلون مصدراً داخلياً قيّماً للشركة ومن ثم تزداد فرص ترقيتهم إلى المناصب العليا.
تهيئة بيئة عمل مواتية
خلاصة القول، إنَّ توفير برامج تدريبية للموظفين هي إحدى أفضل الطرق وأسهلها لتعزيز اندماج الموظفين في بيئة العمل وزيادة إنتاجيتهم وتفاعلهم مع الفريق. ورُغم ما يتطلبه تطبيق هذه البرامج التدريبية من وقت ومجهود ذهني، فسرعان ما ستحصد ثمارها، حيث إن ذلك سيدفع عجلة نمو شركتك وموظفيك نحو الأمام.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.