تدريب الموظفين الجُدد على آداب العمل؟ لماذا تراه بعض الشركات أمراً بالغ الأهمية

لا ريب أن البدء في وظيفة جديدة قد يكون مُربكاً؛ فأنت تقابل أشخاصاً جُدداً، وتتحمل مسؤوليات مختلفة، وتظهر أمامك توقعات جديدة. ولكن ماذا عن آداب العمل في المكاتب الجديدة؟

مع أن الأمر قد يبدو منطقياً، أضحت العديد من الشركات تقدم تدريبات لموظفيها الجُدد على آداب العمل في المكتب.وفي هذا السياق، كشف تقرير صادر مؤخراً عن موقع ResumeBuilder أن 45% من الشركات الآن تقدم تدريبات لموظفيها على آداب العمل في المكتب، وثمَّة 18% أخرى تعتزم تطبيق الأمر ذاته بحلول عام 2024. وتستند هذه البيانات إلى دراسة استقصائية أُجريت على ما يزيد عن 1500 قائد أعمال.

سيُلقي هذا المقال مزيداً من الضوء على مدى أهمية التدريب على آداب العمل وكيف يُمكن للموظفين الجُدُد والشركة عموماً الاستفادة منه.

تدريب الموظفين الجُدد على آداب العمل

لماذا آداب العمل في المكتب مهمة؟

آداب العمل في المكتب هي القواعد والتوقعات غير المكتوبة التي توجِّه سلوكيات الموظفين في بيئة مهنية، وتضم كل شيء بدايةً من قواعد اللباس المناسبة وحتى أسلوب التواصل مع الزملاء والرؤساء.

تهيئة بيئة عمل إيجابية

أحد الأسباب الرئيسية لأهمية آداب العمل في المكتب هو أنها تساعد في تهيئة بيئة عمل إيجابية. فعندما يعرف الجميع كيف يتصرفون ويتفاعلون مع بعضهم بعضاً، فقد ينجحون في إنشاء مكان عمل حيث يشعر الموظفون بالانسجام والقدرة على الإنتاجية.

التدريب على آداب السلوك قد يساعد الموظفين الجُدد على التعرُّف على ثقافة الشركة والتوقعات المنشودة، ما يساعدهم على الاندماج بسلاسة في فِرق العمل، علاوةً على الإسهام في منع حدوث النزاعات وسوء الفهم بين الزملاء.

تنمية الحس المهني

التدريب على آداب السلوك قد يُساعد أيضاً في تنمية الحس المهني لدى الموظفين الجُدد، وهذا يتضمن إدراك ماهية السلوكيات المناسبة في الاجتماعات، وأساليب التواصل الفعَّالة، وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة.

إنَّ اكتساب هذه المهارات في وقت مبكر يُساعد الموظفين الجُدد على إثبات أنهم أعضاء أكفاء ومحترفين في الفريق، ما قد يزيد من فرص التقدم الوظيفي لاحقاً.

تحسين التواصل مع العملاء

يتعين على الموظفين، في العديد من مجالات العمل، الحرص على التواصل مع العملاء بانتظام، وقد يساعد التدريب على آداب السلوك الموظفين الجُدد على معرفة كيفية تمثيل الشركة باحترافية والتعامل مع النزاعات المُحتملة أو المواقف العصيبة التي قد يواجهونها عند خدمة العملاء.

تضمن هذه المحاولات تحسين رضا العملاء وزيادة معدلات الاحتفاظ بهم، فضلاً عن الحفاظ على سمعة الشركة الطيبة.

علامَ يشتمل التدريب على آداب السلوك؟

التدريب على آداب السلوك قد يغطي مجموعة كبيرة من الموضوعات، اعتماداً على الشركة ومجال العمل. وفيما يلي أبرز الجوانب التي يتضمنها:

قواعد اللباس

تضع العديد من الشركات قواعداً بشأن ارتداء باللباس، والتي قد لا يكون الموظفون الجُدد على دراية بها. لذا، فالتدريب على آداب السلوك قد يتضمن تقديم توجيهات عن الملابس المناسبة لمكان العمل، بالإضافة إلى أي سياسات مُحددة لقواعد اللباس.

التواصل

التواصل الفعَّال عنصراً جوهرياً ولا غنى عنه في أي بيئة عمل. وقد يغطي التدريب على آداب السلوك موضوعات متنوعة، مثل آداب كتابة رسائل البريد الإلكتروني وآداب الهاتف وأساليب التواصل الاحترافية مع الزملاء والرؤساء.

آداب الاجتماعات

عادةً ما تُعقد الاجتماعات في أماكن العمل. لذا، يتعين على الموظفين معرفة كيفية التعامل بأسلوب احترافي خلالها. وقد يغطي التدريب على آداب السلوك في هذا الجانب موضوعات مثل: الالتزام بالمواعيد، والإنصات الفعَّال، وكيفية تقديم إسهامات إيجابية في الاجتماعات.

حل النزاعات

لا يخلو أي مكان عمل من النزاعات، لذا، فمن الضروري معرفة أساليب إدارة هذه النزاعات وتسويتها باحترافية. التدريب على آداب السلوك قد يُكسِب الموظفين الجُدد المهارات اللازمة لحل النزاعات بهدوء وأسلوب لائق.

آداب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

يُمكن لوسائل التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي الحالي أن تؤدي دوراً مهماً في بناء صورة الشركة. وقد يتضمن التدريب على آداب السلوك تقديم توجيهات عن الأسلوب المناسب لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتمثيل الشركة عبر الإنترنت.

كيف يستفيد الجيل زِد

كشف تقرير ResumeBuilder النقاب عن وجود مشاعر قلق وتخوفات لدى أصحاب العمل بشأن موظفي الجيل زِد، ممن بدأوا حياتهم المهنية خلال جائحة كوفيد-19، إذ كان أغلب الموظفين آنذاك يعملون من المنزل بدلاً من المكاتب التقليدية. ففي حين أقرَّ عدد كبير من الأشخاص المشاركين في الاستطلاع بكفاءة موظفي الجيل زِد في المهارات التقنية، مثل استخدام الآلات المكتبية وبرامج الكمبيوتر الأساسية، إلا أنهم رأوا أن هؤلاء الموظفين لا يتمتعون بالقدر ذاته من المهارة في جوانب أخرى، مثل الحفاظ على التواصل البصري المهذب أو تقبُّل وجهات النظر المختلفة.

ومن جانبهم، يفيد الخبراء بأن إرساء معايير المكتب وتقديم التوجيهات للموظفين الجُدد أمراً بالغ الأهمية. وقد تُسهم إدارة الموارد البشرية في مساعدة موظفي الجيل زِد على التكيف مع أجواء المكتب عبر تعيين مرشد أو زميل يقدم لهم التدريبات على المهارات الشخصية.

لماذا تُعد آداب العمل في المكتب مهمة للموظفين الافتراضيين

لا تقتصر جهود التكيُّف مع المعايير الجديدة لآداب العمل في المكتب على الجيل زِد وحده، فلا يزال الموظفون من جميع الأعمار يحاولون استكشاف السلوكيات المناسبة في بيات العمل الافتراضية. تتضمن آداب العالم الافتراضي مراعاة اختلافات المناطق الزمنية، وإدارة مكالمات الفيديو، والتواصل الفعَّال عبر الإنترنت. فقد أضحت هذه المهارات ضرورية ولا غنى عنها في مكان العمل بعد جائحة كورونا.

وعلاوة على آداب السلوك، يتوقع أصحاب العمل من موظفيهم اكتساب مهارات التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى تطوير جوانب أخرى مثل بناء المرونة وإنشاء العلاقات بين الفِرق ومعرفة كيفية التعامل مع الأشخاص صعبي المراس في العمل. ينبغي ملاحظة أن مصطلح “إعادة التأهيل” -والذي يشير إلى التدريب الذي يساعد الموظفين على التكيف مع المكتب- يضم الموظفين من جميع الأعمار. وقد يساعد هذا التدريب في بناء فريق متماسك وشامل، آخذاً بعين الاعتبار الموظفين الذين يتبنون نظام العمل الهجين.

مثالاً واقعياً لشركة حققت نجاحاً في التدريب على آداب السلوك

قدَّمت العديد من الشركات لموظفيها الجُدد تدريبات على آداب السلوك، وقد أثمرت هذه التدريبات عن نتائج إيجابية، وفيما يلي بعض الأمثلة على تلك الشركات:

جوجل

تشتهر شركة جوجل بثقافتها الفريدة، ويبرُز أحد جوانب هذا التفرُّد في تقديمها تدريبات للموظفين الجُدد على آداب السلوك. فقد طوَّرت الشركة برنامجاً يُسمى “Googler-to-Googler” يتيح للموظفين ذوي الخبرة مشاركة معرفتهم وخبراتهم مع الموظفين الجُدد.

وهذا يتضمن موضوعات مثل التواصل والعمل الجماعي وحل النزاعات. تعتقد جوجل أن هذا التدريب يساعد الموظفين الجُدد على فهم ثقافة الشركة ومعرفة توقعاتها، ما يؤدي بدوره إلى تهيئة بيئة عمل تتسم بالإيجابية والإنتاجية.

بيتُ القصيد

ختاماً، إنَّ تدريب الموظفين الجُدد على آداب السلوك قد لا يبدو ضرورياً، إلا أن آثاره قد تتجلَّى بوضوح في مكان العمل. فبتهيئة بيئة عمل إيجابية، وتنمية الحس الاحترافي لدى الموظفين، وتحسين التواصل مع العملاء، سيجني الموظفون الجُدد والشركة بأكملها -لا ريب- ثمار التدريب على آداب السلوك.

ماذا تقدم نوليدج سيتي في هذا الأمر؟

تنفرد نوليدج سيتي من بين العديد من مقدمي خدمات تدريب الموظفين عن بُعد بتوفير باقة متنوعة من الدورات التدريبية التي تناقش هذا الأمر بمزيد من التفصيل والتوضيح وذلك من خلال دورات تدريبية مخصصَّة في هذا الأمر. آداب العمل عن بعد، والتواصل في مكان العمل، وأخلاقيات العمل للموظفين، تعد هذه الدورات بعض من قائمة كبيرة تحتوي على العديد من الدورات التدريبية التي تناقش هذا الأمر باحترافية عالية. حيث عمل على إعداد هذه المواد التدريبية خبراء تدريب دوليين وأساتذة في الجامعات الأمريكية، حرصاً على تقديم أفضل جودة تدريبية ممكنة عبر منصة نوليدج سيتي لتدريب موظفي الشركات ومؤسسات الأعمال. هل ترغب في اكتشاف المزيد عن هذه المنصة التدريبية الرائعة؟ بادر الآن بالحصول على حساب تجريبي للشركات مجاني واكتشف بنفسك المميزات الأخرى التي بانتظارك.

المقال التالي
المقال السابق
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

اشترك في نشرتنا الدورية

انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.

حدد المواضيع التي ترغب في الاشتراك فيها