تأثير برامج الإرشاد على خطة تطوير مهاراتك القيادية

غالباً ما تتناول مواد التدريب الخاصة بالعمل فوائد برنامج الإرشاد لكنها لا تتعمق في التفاصيل، وهي مشكلة تواجه الشركات الراغبة في اعتماد نموذج إرشاد. يعتقد ما يقرب من 76% من الموظفين في أهمية المرشدين، في حين أن عدد برامج الإرشاد المتاحة أقل بكثير.

يكمن جزء من المشكلة في الحصول على موافقة صانعي القرار في الشركة والذين قد لا يكونون على دراية بمزايا برامج الإرشاد الكاملة، لكن قد يساعد تقديم بعض التفاصيل على دعم استراتيجية الإرشاد وكسب المزيد من المؤيدين. دعونا ندقق في كيفية عمل برامج الإرشاد والفائدة التي قد تعود على الشركات من اعتماد خطة رسمية للإرشاد.

تأثير برامج الإرشاد على خطة تطوير مهاراتك القيادية

تعريف برامج الإرشاد

برنامج الإرشاد هو مبادرة تطرحها الشركة لمساعدة الموظفين الراغبين في تعلُّم المزيد، فقد تُشكل حلقة وصل بين موظفين بعينهم وموظفين آخرين وقادة أكثر خبرة يمكنهم القيام بتدريبهم وتقديم المشورة لهم وتعريفهم بكيفية استخدام الأدوات الهامة وغير ذلك. عادةً ما تكفل البرامج تخصيص وقت للقاء المتدرب مع المرشد أو العمل معه.

أحياناً ما يتم تصميم برامج الإرشاد بحيث تكون قصيرة المدى، أو حتى يتقن الموظفون الجدد مهام عملهم فقط. في أحيان أخرى، تقدم الشركات برامج إرشاد طويلة الأمد، حيث يقوم المرشد بتدريب المتدرب ليحل محله ويتولى مهام منصبه في نهاية الأمر، حيث تتحول برامج الإرشاد في المستويات الإدارية العليا إلى خطط تعاقب للقادة الذين سيقودون مسيرة الشركة خلال السنوات القادمة.

أحياناً ما يتم الإرشاد بشكل طبيعي في المؤسسات، خاصةً عندما يبحث القادة عن بُدلاء. لكن ذلك غير مضمون، إذ قد يشعر العديد من الموظفين أنه لا وقت لديهم للقيام بذلك، خاصة في الأماكن التي يسير فيها العمل بوتيرة سريعة. الهدف من تصميم برامج الإرشاد هو توحيد معايير عملية الإرشاد وتوفير أدوات قيمة لكل من المرشدين والمتدربين وتخصيص الوقت لها، حيث يمكنك تنظيم برنامج الإرشاد في أي وقت.

فوائد برامج الإرشاد في العمل

قد تتردد بعض المؤسسات في الاستثمار في برامج الإرشاد لأنها قد لا تكون واثقة من الفوائد التي سيعود بها البرنامج عليها. يُقدم الإرشاد عدة فوائد تعود بالنفع على كل من المتدرب والمرشد والشركة نفسها. دعونا نلقي نظرة فاحصة على الفائدة المتحصلة لكل من تلك الفئات.

الفوائد التي تعود على المتدرب

1-فرص أفضل للحصول على علاوة

كشفت دراسة أجرتها صن مايكروسيستيمز عن حصول موظفيها المشاركين في برامج الإرشاد على زيادة في الراتب قدرها 25% مقارنة بـزيادة قدرها 5% فقط لغير المشاركين في برامج الإرشاد. كما تزداد أيضاً فرص حصولهم على ترقية وما يصاحبها من تغيرات وظيفية.

2-قد يساعد المرشدون المتدربين في تحديد أهدافهم

من أهم ما يقوم به المرشد، مناقشة مستقبل المتدرب والمكانة التي يرغب في الوصول إليها والعمل الذي يرغب في القيام به. عادة ما يأتي المرشدون من خلفيات مماثلة للمتدرب أو لديهم خبرة في ممارسة نفس الأدوار الموكلة للمتدرب، مما يؤهلهم لمساعدة المتدربين في وضع أهداف واضحة وتحقيق أهدافهم. يستطيع المرشدون أيضاً إسداء النصيحة للمتدربين فيما يتعلق بالتدريبات أو المسارات المهنية غير الملائمة لهم.

3-يحصل المتدربون على فرصة تكوين شبكة علاقات أكبر

عادة ما يكون المرشدون أكبر سناً وأقدم في مجال العمل مقارنة بالمتدربين، أي أنهم غالباً ما يتمتعون بشبكة علاقات أكبر. ويستطيع المتدربون الراغبون في الاستثمار في تكوين العلاقات، بناء عدد من العلاقات الهامة من خلال شبكات العلاقات الخاصة بمرشديهم.

4-الحصول على نصائح مباشرة حول الأداء الوظيفي

قد لا يتمتع المتدربين حديثي العهد بكافة الخبرات والمهارات اللازمة لتقديم أفضل أداء ممكن، ومن ثم يستطيع المرشدون مساعدتهم في مهام العمل بهدف إرشادهم حول ما يجب القيام به وتحديد الأخطاء التي يجب تصحيحها وكيفية تحقيق تطور سريع لتلبية متطلبات الوظيفة.

5-مصدر للأسئلة والآراء

يستطيع المتدربون اللجوء إلى مرشديهم وطرح أسئلة محددة، ربما لم يكن باستطاعتهم طرحها بأي شكل من قبل. يُعتبر المرشدون مصدراً ممتازاً للرد على مثل هذه الأسئلة وإبداء آراء شخصية قيمة. وقد يحظى ذلك بمزيد من الأهمية في بعض الوظائف، حيث يستطيع المرشد إسداء النُصح للمتدرب بشأن عملاء أو شركاء سبق له العمل معهم.

الفوائد التي تعود على المرشد

1-تزداد فرصة المرشدين في زيادة رواتبهم

من المثير للاهتمام أن نفس الدراسة التي أجرتها شركة صن مايكروسيستيمز وجدت أيضاً أن المرشدين المشاركين في البرنامج قد ازدادت فرصتهم أيضاً في رفع رواتبهم. في الواقع، تفوق المرشدون المشاركون في البرنامج على المتدربين في معدل الترقي، الذي وصل إلى 6 مرات أكثر في المرشدين عن القادة غير المشاركين في البرنامج.

2-تنمية مهارات القيادة الهامة

عادة ما يتعلم المرشد الكثير عن إرشاد وتعليم شخص آخر خلال عملية الإرشاد، مما يسمح له باكتساب مهارات قيادية هامة يمكنه الاستعانة بها في العديد من المجالات الأخرى بعد ذلك، مما يؤهله لشغل مناصب قيادية أو إدارية أعلى نتيجة لإظهار قدرته على تولي المزيد من المسؤوليات. يساعد الإرشاد أيضاً في تحسين المهارات العاطفية الهامة مثل الوعي الذاتي.

3-يتمكن المرشدون من مواكبة المستجدات في مجال عملهم

يتعلم المرشدون أيضاً الكثير خلال عملية الإرشاد، حيث تتيح برامج الإرشاد للمرشدين فرصة التعرُّف على أحدث الاتجاهات والوسائل، خاصة عند عملهم مع الموظفين الأصغر سناً والأحدث عهداً. في بعض الحالات، قد يغفل المرشدون دراسة التفاصيل الخاصة بمؤسستهم عن قرب لعدة سنوات، لذلك قد تفيدهم تلك البرامج كثيراً وتساعدهم في اتخاذ قرارات أفضل في عملهم. أحياناً يقوم المتدربون بتدريب مرشديهم، وهو ما يطلق عليه الإرشاد العكسي. خلال فترة انتشار فيروس كوفيد-19 على سبيل المثال، وجد العديد من المرشدين أنفسهم يتعرفون على خيارات وتطبيقات الاتصال المختلط للبقاء على اتصال مع متدربيهم أثناء العمل من المنزل.

الفوائد التي تعود على الشركة

1-رفع معدل الاحتفاظ بالموظفين

عادة ما تسجل الشركات التي تطبق خطط الإرشاد معدلات أفضل للاحتفاظ بالموظفين ومعدلات أقل لدوران العمالة. قد يمثل ذلك أهمية خاصة بالنسبة للموظفين المبتدئين الذين يمكنهم الاستفادة من الإرشاد والدعم خلال فترة تدريبهم الأولي. قد يكون ذلك النوع من إرشاد المبتدئين حلاً فعالاً في القطاعات التي طالما عانت من ارتفاع معدل دوران العمالة.

2-تنمية المواهب بشكل فعال

يُعد الإرشاد من أفضل طرق تنمية مواهب الموظفين ومساعدتهم في تطوير المهارات التي تحسن من أدائهم في العمل. هذا النوع من التدريب الفردي له أهمية خاصة في مساعدة الموظفين في اكتساب مهارات أكثر تعقيداً، تساعد في إعدادهم لمستقبل واعد من العمل بالشركة والوصول إلى المناصب العليا بمرور الوقت. هذا النوع من الاستثمار في المواهب يعود بالنفع على الشركة ككل.

3-الاستمرارية والثقافة الشاملة

تساعد برامج الإرشاد في تطوير ثقافة الشركة ونشرها على نطاق واسع، حيث تسهل على الشركة تمرير القيم والمواقف المشتركة التي كفلت لها النجاح في السابق، وفي الوقت نفسه تسمح للأفكار والتقنيات الحديثة بالتأثير في أداء قيادات الشركة.

السمات الأساسية للمرشد الواعد

لا تناسب برامج الإرشاد جميع الموظفين ولا يمتلك كل قائد الوقت أو القدرة اللازمين كي يصبح مرشداً جيداً. لذلك يعد اختيار أفضل المرشدين للقيام بالمهمة، خاصة بالنسبة للمسؤولين عن التوظيف وموظفي الموارد البشرية، أحد أهم العناصر التي ينبغي وضعها في الاعتبار عند وضع برنامج للإرشاد. تختلف المعايير من شركة إلى أخرى، ولكن إليك بعض السمات العامة للمرشدين المتميزين:

الخبرة والإنجاز في مجال عملهم: يجب أن يتمتع المرشدون بالخبرة الكافية لمساعدة المتدربين بشكل فعال. وفي المستويات الأعلى، يجب أن يكون المرشد قد حقق إنجازات موثقة في مجال عمله أو في مجال ذي صلة بشكل يوضح تمتعه بمهارات وأفكار تستحق تعليمها للمتدربين.
توفر الوقت والطاقة: تتجاهل برامج الإرشاد في بعض الأحيان حاجة المرشدين للقدر المناسب من الوقت والطاقة اللازمين لتحمل مسؤوليات جديدة. يجب أن يتمتع المرشد الجيد بالطاقة الكافية لمساعدة المتدرب. قد يتطلب ذلك القدرة على إتاحة قدر أكبر من وقته أو التوصل إلى اتفاق مع المؤسسة حول كيفية مكافأته عن العمل الإضافي.
مهارات تواصل مناسبة: يتيح البرنامج للمرشدين الفرصة لتحسين مهاراتهم في التواصل، لكن يجب أن تكون لديهم مهارات أساسية على الأقل منذ البداية. يتضمن ذلك الإنصات الفعال والقدرة على إبداء ملاحظات فعالة والقدرة على شرح عملية أو فكرة.
الصدق والنزاهة: المرشد الذي لا يهتم ولا يقدم ملاحظات دقيقة لن يفيد أحداً. قد يقابل المرشدون العديد من المواقف والشخصيات، ويتعين عليهم تحري الصدق دائماً والاهتمام بعملهم بإخلاص.
تبني موقف إيجابي والاهتمام بمساعدة الآخرين: يشعر المرشد الجيد بالحماس إزاء دوره، لأنه حريص على مشاركة خبراته ويتفهم ضرورة تجنب اتخاذ موقف بالغ السلبية أو النقد.

ملاحظات ختامية

هل أنت مهتم بتحسين آلية عمل برامج الإرشاد أو تستعد لتقديم عرض إرشادي في عملك؟ تقدم لك نوليدج سيتي مجموعة كبيرة من الدورات التدريبية الفعالة والسريعة التي يمكنك متابعتها في وقتٍ قصير لتساعدك في الاستعداد. صُممت هذه الدورات القصيرة لتحقيق أفضل النتائج دون أن تأخذ الكثير من يومك الحافل.

ابدأ أولاً بدورتنا التدريبية الحلفاء والمرشدون في مكان العمل، التي تُعد دليلاً مفيداً تشاركه مع أي شخص يرغب في أن يصبح مرشداً. وللراغبين في الاستمرار في التعلُّم، ألق نظرة على دورتنا التدريبية كيف تصبح مرشداً فعالاً في مكان العمل للتعرف على مزيد من التفاصيل. قد تساعدك هذه الإرشادات في عملية الإعداد أو قد تسمح لك بإدراجها بسهولة ضمن مواد التدريب والعروض التقديمية.