التوصيات والمحاذير في بناء ثقافة التوجيه

تتفق العديد من الشركات على أن بناء ثقافة التوجيه والتعلُّم من الخطأ هي أفضل الوسائل لتعليم الموظفين، وبالرغم من ذلك لا يزال بعض القادة يعتقدون أن إدارة شركتهم يجب أن تخضع لمجموعة صارمة من القواعد. هذا الأسلوب العتيق في التفكير قد يؤدي إلى عجز تلك الشركات عن مواكبة منافسيها.

تشهد أماكن العمل تطورات جديدة باستمرار، ويقتضي ذلك أن يسعى الموظفون لاكتساب مهارات واعتماد أساليب تفكير جديدة للحفاظ على نجاحهم. وهنا تتبلور أهمية بناء ثقافة التوجيه التي تساعدك على الاستمرار في النجاح وتحقيق الأرباح في المستقبل.

التوصيات والمحاذير في بناء ثقافة التوجيه

ما هي ثقافة التوجيه؟

في ثقافة التوجيه، لا يتحرك التوجيه بشكل تنازلي من المستوى الأعلى إلى الأدنى، بل يسعى أعضاء الفريق على كل المستويات إلى مساعدة بعضهم بعضاً في تحسين أدائهم بتوفير مكان آمن ليتعلم الجميع. لذلك يُفضل أن تهتم بتقديم أربعة أنواع من التوجيه.

أكثر أنواع التوجيه شيوعاً هو تدريب القائد لمرؤوسيه المباشرين. بالطبع تمثل تلك العلاقة جوهر ثقافة التوجيه، لكن يحتاج الموظفون أيضاً إلى تلقي التوجيه من أقرانهم ومن مدربين خارجيين، كما يحتاج المديرون إلى تلقي التوجيه من مرؤوسيهم في العمل.

لا يوجد إنسان كامل المعرفة حتى القادة. ولا أحد فوق النقد. على جميع الأشخاص أن يكونوا على استعداد للتعلُّم وتلقي التوجيه من الآخرين.

عندما تلعب دور المُوجه عليك بمراعاة الاحتياجات العملية والشخصية للمتدَّرب، واحرص على توجيه قدراتهم لتنميتها وتحفيزهم على التقدم للأمام. بالإضافة إلى ذلك، تقتضي ثقافة التوجيه من المديرين إجراء مناقشات صريحة وفعالة مع بعضهم بعضاً.

مزايا ثقافة التوجيه في العمل

تبنِّي ثقافة التوجيه يُفسح المجال لفريق العمل للاستعانة بطرق جديدة لتخطي العقبات في العمل. ذلك النوع من الثقافات يشجع الموظفين على خوض تجارب جديدة ويدعمهم في حالة فشل محاولاتهم. وبيئة العمل التي تضع التوجيه في صدارة اهتماماتها قادرة على إبراز المواهب الفطرية للموظفين التي قد تكون مرت دون أن يلاحظها أحد، سواء نتيجة للخوف من الفشل أو الابتعاد عن منطقة الراحة أو غير ذلك من أسباب. هذا هو سر قدرة ثقافة التوجيه على تعزيز التميز.

من فوائد ثقافة التوجيه أيضاً بث روح الرغبة في التعلُّم في نفوس أفراد الفريق ومنحهم الوقت اللازم لبناء الثقة التي ستساعدهم على التقدم بوتيرة أسرع. قد يبدو أسلوب القيادة المسيطرة أكثر فاعلية في بداية الأمر، ولكن الأفضل أن تتبع نهجاً يسمح لأفراد فريقك أن يجدوا الحلول بأنفسهم دون تدخل من جانبك.

إليك المزيد من الأسباب لتشجيعك على الاستثمار في بناء ثقافة التوجيه:

التقدم نحو المستقبل وإفساح المجال لسرعة التغيير
تحسين الأداء بهدف خفض التكلفة المالية
تنمية المهارات والحفاظ عليها
التركيز على الإبداع والتطوير عند الحاجة إليهما

ثقافة التوجيه في العمل تؤدي إلى التناغم بين المديرين والقادة والموظفين وغيرهم من الأفراد المحوريين. عندما يعمل الجميع معاً لتحقيق هدف مشترك، يزداد ترابط المجموعة مما يرفع الإنتاجية والحالة المعنوية في الشركة.

توصيات ومحاذير بناء ثقافة التوجيه

الآن، لنلقِ نظرة فاحصة على الأساليب المختلفة التي تعوق بناء ثقافة التوجيه في مكان العمل، وأيضاً تلك التي تدعمها.

التوصيات

احرص على مد جسور التواصل مع فريقك

تتبلور غالبية إمكانات التوجيه أثناء النقاشات وتبادل وجهات النظر بشكل عارض دون ترتيب سابق. إذا كان فريقك يعمل عن بُعد، قد يحدث ذلك في شكل مراسلات يومية مع أفراد فريقك بهدف التفاعل معهم والتأكد من إحراز تقدم في سير العمل ومساعدتهم في حالة ظهور أي متطلبات أو تحديات. اعمل على تضمين جلسات غير رسمية بين الجلسات الأكثر رسمية، للتأكد من استمرارية روح التوجيه.

اهتم بتحسين مهارات التوجيه لدى قادة العمل

القادة هم القدوة وهم الذين يهتمون بالمساءلة ومساندة نمو كل فرد من المشاركين على حدة، أي أن التوجيه الجيد يبدأ بالقادة أولاً.

قيِّم ثقافة التوجيه في شركتك بشكل منتظم

من الضروري أن تتوقف كل فترة لتُقيم مدى التقدم الذي أحرزته في الفترة الماضية. يسمح لك ذلك بفرصة تحسين أسلوبك ومناهجك في التوجيه.

كُن صبوراً أثناء التوجيه

يدرك المدربون الأكفاء أن التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها، حيث يستغرق اكتساب مهارات التوجيه وتنميتها وفتح آفاق جديدة وقتاً. ادعم فريقك طوال تلك الفترة. على المدربين التركيز على الصورة الأشمل وتقييم مدى التطور الذي يتحقق بمرور الوقت، بدلاً من التركيز على النتائج فقط.

اعرف نقاط قوة كل فرد من أفراد الفريق واحتياجاته

يسمح لك ذلك بوضع خريطة توجيه عالية الكفاءة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات كل فرد في الفريق. تعديل منهجك في التوجيه ليناسب أعضاء الفريق سيحقق نتائج أفضل ويحفز حماسهم للتعلُّم.

المحاذير

تجنب الإدارة التفصيلية

عليك أن تُدرك أن الإدارة والتوجيه أمران مختلفان تماماً. التوجيه يساعد الموظفين في اتخاذ القرارات ومواجهة التحديات. اهتم بالإنصات لأعضاء فريقك والتعاطف معهم أثناء توجيههم ليتمكنوا من اتخاذ خيارات حكيمة والتفوق على التوقعات.

لا تتردد في الدخول في المناقشات الصعبة

قد يكون توزيع كتيبات تفصيلية طريقة سريعة لنشر ثقافة التوجيه، لكن الأمر يتطلب من الدراسة والجهد ما يزيد على ذلك بكثير. ولأن كل فريق مميز وأعضاءه متفردين، لن تحقق استفادة كبيرة من تطبيق استراتيجية واحدة على الجميع.

ما خطوتك التالية؟

قد يبدو بناء ثقافة التوجيه مهمة شاقة، لكن الخطوة الأولي هي الجزء الأصعب من تلك المهمة.

لذلك توفر نوليدج سيتي أدوات إلكترونية لدعم قادة العمل في شركتك ومساعدتهم في القيام بتلك النقلة الثقافية بكل ثقة. دورتنا التدريبية التوجيه ومكان العمل ستزودك بأفكار أكثر تعمقاً، مثل كيفية التغلب على تحديات التوجيه الشائعة. ودروس الفيديو التعليمية من نوليدج سيتي تسمح لك بالاختيار بين التدريب الفردي والجماعي وفقاً لاحتياجات شركتك.

إننا في نوليدج سيتي نسعى جاهدين لجعل مواد التدريب جذابة وفي متناول الجميع لنساهم في دفع شركتك للأمام وندعم الموظفين لتحقيق أفضل النتائج.