التكلفة الباهظة لعدم تدريب الموظفين
من المفهوم أن تدريب الموظفين قد يشكل عبئاً من منظور قيادة الشركة. لا يتوقف السبب عند التكلفة الإضافية التي يتطلبها التدريب – إذ إنها تناهز ألف دولار أمريكي أو يزيد للموظف الواحد بالنسبة للشركات المتوسطة – ولكنه أيضاً يستقطع جزءاً من وقت العمل، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية على المدى القصير. تحاول الشركات أحياناً أن تجد سُبلاً للتغلب على ذلك، كأن تُكلِّف الموظفين بالتدريب في غير ساعات العمل أو تتركهم يواجهون مسألة التدريب بمفردهم، إلا أن ذلك غالباً ما يتسبب في مشاكل أخرى جسيمة بمكان العمل.
ما الحل إذن عندما تواجه الشركة عجزاً في الموارد بينما تقتضي الحاجة تدريب الموظفين؟ أولاً من المهم أن يدرك العاملون في الموارد البشرية أهمية التدريب وكذلك مخاطر انقطاعه. ثانياً بوسع الشركات أن تجد موارد احترافية ميسورة التكلفة لدعم التدريب بتكاليف منخفضة – الأمر الذي يمكن أن تساعد فيه نوليدج سيتي.
لماذا تفشل الشركات في تدريب موظفيها؟
ذكرنا سببين من أسباب تردد مديري الشركات في مسألة التدريب، ولكن لننظر إلى قائمة كاملة من الأسباب التي نسمعها كثيراً كمبررات لإلغاء برامج تدريب الموظفين أو فشلها.
- التدريب باهظ التكلفة وميزانيتنا محدودة بالفعل.
- نحتاج إلى جهود جميع الموظفين، والتدريب يستقطع جزءاً ثميناً من وقتهم بالعمل.
- معدل دوران الموظفين لدينا مرتفع، وسيذهب التدريب هباء عندما يترك هؤلاء الموظفون العمل لدينا.
- التدريب ليس إلا مضيعة للوقت نظراً لظهور تقنيات ولوائح جديدة باستمرار، لذا سننتظر حتى يصبح لا مفر من إجرائه.
- لا يوجد بالشركة من يتمتع بالخبرة والكفاءة اللازمتين لتدريب الموظفين وليس بوسعنا الحصول على مساعدة خارجية في الوقت الحالي.
- لدينا مبلغ مالي كافٍ بالميزانية، فلننفق بعضه على التدريب دون إهدار الوقت في التخطيط والبحث.
- لنُدرِّب الموظفين على هذه التقنية الجديدة التي سمعنا عنها، بدلاً من توجيه التدريب إلى المجالات التي يرغب الموظفون في التدريب عليها ويحتاجون إليها فعلياً لأداء وظائفهم.
ماذا يحدث إذا لم تُدرِّب موظفيك؟
إن عدم تدريب الموظفين يفتح الباب أمام العديد من المشكلات في مكان العمل وبعضها خطير إلى درجة أنه قد يتسبب في انهيار الشركات. بادئ ذي بدء، سيتراجع مستوى الموظفين الذين لم يتلقوا تدريباً، إذ ستصبح مهاراتهم المهمة مجرد معارف عفا عليها الزمن، وسيعجزون عن مواكبة أحدث الوسائل والتقنيات المستخدمة في مجال عملهم. سيؤدي ذلك بدوره إلى عرقلة خطط الشركة للاستثمار في وسائل أحدث وأكثر فاعلية، مما يبطئ الإنتاجية في حين ينطلق المنافسون إلى الأمام. كما أن هذا من شأنه أن يجعل بيئة العمل مكاناً يشعر فيه الموظفون بعدم التقدير وقلة الحيلة.
لكن يوجد ما هو أسوأ: قد يؤدي الإحجام عن الحصول على شهادات وعن تدريب الموظفين على الامتثال إلى وقوع إشكاليات قانونية ومشكلات للشركة مع القائمين على تنفيذ اللوائح المحلية. وهذا يعني بدوره خسارة الشركة لكثير من عملائها المحتملين الباحثين عن أحدث الشهادات والإمكانات مما يقلل من فرص الأعمال المستقبلية.
تكاليف باهظة لعدم تدريب الموظفين
تُعد المصروفات مشكلة من المشكلات الشائعة عند السعي للحصول على تأييد المسؤولين لتدريب الموظفين. والحقيقة أن عدم تدريب الموظفين لفترات طويلة قد يُكبِّد الشركة أيضاً مصروفات باهظة. حيث قد تسفر المشكلات المذكورة آنفاً عن مسائل خطيرة منها:
- عدم قدرة فرق العمل على أداء بعض المهام، إذ يتعين على الموظفين مواكبة التقدم التكنولوجي. تشير التقديرات إلى أن نصف عدد الموظفين سيصبحون بحاجة إلى اكتساب مهارات جديدة للحفاظ على وظائفهم بحلول عام 2025.
- إذا تسبب عدم التدريب في تخلف الشركة عن تطبيق الامتثال، فقد تتكبد غرامات تقدَّر بمئات أو آلاف الدولارات أو يزيد، حسب اللوائح التي خالفتها. كما أن لشهادات السلامة والصحة ومعالجة الأغذية أهمية بالغة تصل إلى مواجهة الشركات لخطر الإغلاق حال عدم استكمال موظفيها لتدريبهم. كما أن عدم الامتثال يُعرِّض الشركة لمجابهة دعاوى قضائية باهظة التكلفة في حالة وقوع حوادث.
- غياب التدريب قد يدفع الموظفين إلى البحث عن عمل آخر. لوحظ أن احتمالية ترك الموظفين للعمل ترتفع بمعدل 12 مرة عند عجزهم عن تطوير مهاراتهم المهنية. كما أن تعيين موظفين جدد يتطلب على مصاريف خفية، إذ تشير التقديرات إلى أن تكلفة التعيين قد تصل إلى 30% من الراتب المتوقع للموظف – وهو ما يتجاوز كثيراً تكلفة الاستثمار في إعداد برنامج تدريبي لذلك الموظف.
- يؤدي الفشل في تقديم التدريب إلى خسائر مباشرة في الأرباح، جراء المشكلات التي سبق طرحها. في مطلع الألفينات وجد باحثون أن الشركات التي استثمرت حوالي 1,600 دولار في تدريب الموظف الواحد شهدت ارتفاعاً في إجمالي هامش الربح بلغ 24% وارتفاعاً في نسبة سعر السهم إلى القيمة الدفترية بمقدار 26% مقارنة بالشركات التي أنفقت القليل أو لم تنفق على التدريب. والفارق اليوم سيكون أوضح على الأغلب.
التدريب ليس من المصروفات، إنما هو استثمار طويل الأجل
تشير البيانات إلى أن التدريب يعود بفوائد: مثله مثل العديد من أنواع الاستثمار حيث يتطلب تكاليف مبدئية محددة من أجل رفع الإنتاجية والوصول إلى النجاح، بل وتحقيق وفورات مالية على المدى الطويل. فضلاً عن ذلك، فإن تنمية المواهب وتعزيز المهارات من شأنها أن تُسهم في تحسين عملية التوظيف أيضاً.
تتمتع الشركات التي تنتقي نوع التدريب المناسب لموظفيها – من دون تأخير – بفرص الاستفادة من أحدث التحولات التي تطرأ على السوق وبذلك تتفوق على منافسيها. إضافة إلى ذلك، يرى موظفو جيل الألفية والأجيال التالية فرص التطور داخل الشركة عاملاً مهماً عند اتخاذ قرار البقاء في الشركة أو تركها.
إذا كان القلق لا يزال يساور الشركات بشأن العثور على الموارد الصحيحة، بوسعنا في نوليدج سيتي مد يد العون بفضل ما نمتلكه من مكتبة شاملة تحوي العديد من مواد التدريب. فنحن نقدم مجموعة من الأدلة والكتب الإلكترونية ومقاطع الفيديو الشاملة للتدريب عبر الإنترنت بأسلوب مثالي لتقديم موضوعات جديدة للموظفين أو مساعدتهم على صقل ما يتمتعون به بالفعل من مهارات.
يغطي قسم دورات الالتزام في مكتبتنا موضوعات مهمة تبدأ من الإبلاغ عن الأخطار في المصانع وصولاً إلى منع التحرش. وتشمل دوراتنا في مجال السلامة مجموعة متنوعة من برامج السلامة المتخصصة حسب مجال العمل وغيرها من المعلومات. صُمِمت هذه الدورات بحيث يسهُل الوصول إليها، وباستخدام مقاطع فيديو يمكن مشاركتها من أجل استعراض المعلومات الضرورية المستهدفة. بإمكان نوليدج سيتي أن تساهم في إعداد الموظفين لاجتياز الاختبارات وتوسيع آفاق معارفهم وحصولهم على الشهادات.
إليك المزيد
هل ترغب في توسيع نطاق برامجك التدريبية أو إطلاق مبادرة تدريب جديدة بهدف تحقيق أهداف معينة؟ نزِّل دليلنا المجاني حول كيفية تنفيذ خطة تدريب ناجحة للموظفين والذي يتضمن النصائح اللازمة لبدء برنامجك على أساس سليم. سيساعدك هذا الدليل على تجنب العثرات المحتملة حتى يتسني لك وللعاملين في شركتك الوصول إلى مستويات نجاح غير معهودة.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.