اتخاذ القرار: ما هي طريقتك المفضلة؟
عندما تكون بصدد اتخاذ قرار حاسم، ما أول شيء تفعله؟ هل تطلق لمشاعرك العنان؟ هل تعكُف على جمع الحقائق وتحليل المعلومات؟ هل تواصل التسويف في اتخاذ القرار على أمل أن يأتيك الحل بشكل ما؟ قد تُغمض عينيك وتختار حلاً عشوائياً من الحلول الممكنة. أياً كان الأسلوب الذي تطبقه، لا بد أنك قد مررت بلحظات مشابهة تمنيت فيها لو أنك تستطيع أن تصل إلى القرار الأمثل دون بذل مجهود ضخم.
يتعلم البشر كيفية صنع القرار منذ الصغر، وغالباً ما يكون النمط الذي سيرافقك طيلة حياتك هو أول نمط يجتذبك. ينتج أسلوبك عن انحيازاتك وقدراتك العقلية ومشاعرك وقيمك وذكرياتك. تعديل أسلوبك، إذا لم يكن يروق لك، ليس ضرباً من ضروب المستحيل، لكن انتبه ألا تعود لأسلوبك القديم في أوقات الأزمات.
خمسة أساليب في اتخاذ القرار
توجد خمسة أساليب مُتبعة في اتخاذ القرار، أيُها تفضل؟
الأسلوب التحليلي: أنت عاشق للحقائق تسعى وراء جمع المعلومات لتحليلها فور أن تلوح في الأفق فرصة اتخاذ قرار. من سلبيات هذا الأسلوب أن الكم الهائل من المعلومات قد يعوق جهودك في التحليل.
الأسلوب الحدسي: تتبع إحساسك في اتخاذ القرارات. من سلبيات هذا الأسلوب أنك تجعل الأولوية لأمنياتك ورغباتك، بغض النظر عما إذا كان ذلك القرار هو الأفضل فعلياً.
الأسلوب المنطقي: تجمع المعلومات وتتخذ القرارات سريعاً استناداً للمعلومات المتاحة لديك. من سلبيات هذا الأسلوب أن قد تستبعد المعلومات التي لا تتفق مع أسلوبك.
الأسلوب الواقعي: تسير على خطى أصحاب الأسلوب التحليلي والمنطقي، لأنك تعشق الحقائق وتثمن النتائج. من سلبيات هذا الأسلوب أن المشاعر والأمنيات والآمال لا محل لها هنا.
أسلوب التسويف: قد تُرجئ اتخاذ القرار انتظاراً لورود مزيد من المعلومات أو طلباً لمزيد من الوقت للتفكير في الأمر. من سلبيات هذا الأسلوب أن الانتظار قد يجبرك على قبول قرار على غير رغبتك.
أياً كان أسلوبك في اتخاذ القرار، يمكنك أن تطبق الخطوات التالية لمساعدتك في الوصول إلى أفضل حل ممكن. أبدأ بتحديد الهدف الفعلي من اتخاذ القرار، ثم فكِّر في الأولويات التي ستؤثر على ذلك القرار. على سبيل المثال، قد ترغب في القيام برحلة ما وفي الوقت ذاته ينتظرك مشروع ضخم في عملك. الأولوية هنا واضحة وضوح الشمس، ولكن في حالات أخرى قد يتعذر عليك ترتيب أولوياتك.
اجمع المعلومات وثيقة الصلة بقرارك ودوِّن خياراتك. تعمل الكتابة على تثبيت المعلومات داخل عقلك بشكل أعمق، لذا لا تستخدم الحاسوب أو الهاتف المحمول، لأنك لن تحصل على نفس النتيجة. ادرس الأمر وضع قائمة بإيجابيات كل قرار وسلبياته. أحياناً، قد يظهر الحل على الفور، وفي أحيانٍ أخرى تحصل على قائمتين متوازنتين فقط ويكون عليك أن تبذل مزيد من الجهد للوصول إلى القرار الصائب.
إليك تدريب جيد، اقرأ كافة المعلومات المرتبطة بالقرار الذي يتعين عليك اتخاذه من منظور أساليب تفكير مغايرة لأسلوبك. فإذا كنت من أصحاب الأسلوب التحليلي، جرب الأسلوب الحدسي، وإذا كنت من أنصار أسلوب التسويف جرِّب استخدام الأسلوب الواقعي. مجرد التفكير في الموقف من منظور مغاير قد يساعدك في الوصول إلى أفضل قرار بصورة أكثر كفاءة.
تذكر أيضاً أن تطرح أسئلة “من” و”ما” و”أين” فيما يتعلق بالقرار المزمع اتخاذه. بالعودة إلى مثال تحديد الأولويات بالعمل، إذا قررت القيام بتلك الرحلة هل سيضطر زملاؤك إلى تولي مهام عملك خلال تلك الفترة؟ هل سيتم تأجيل المشروع أو إلغاؤه إذا لما يُنجز في الوقت المحدد له؟
أحياناً تؤدي المبالغة في تحليل الموقف إلى الوصول إلى ما يطلق عليه الشلل التحليلي، الذي يعني العكوف على تحليل نفس المعلومات مراراً وتكراراً والخروج صفر اليدين في نهاية المطاف دون اتخاذ أي قرار. يرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً بالكم الهائل من المعلومات التي جمعتها حتى تكوَّن لديك فيض هائل منها لا فائدة منه سوى إعاقتك عن اتخاذ القرار. في هذه الحالة، قد تلجأ إلى أسلوب التمني أو التسرع في اتخاذ القرار على أمل أن يسير كل شيء على ما يرام، أو قد تتخذ قرارك دون توخي الحرص اللازم وتأمل أن تحصل على نتيجة جيدة. كلتا الطريقتين لا تصلحان.
اتخاذ القرارات مهارة يستطيع أي شخص أن يتعلم كيفية تطبيقها وتكييفها بما يتفق مع أسلوب تفكيره. بغض النظر عن أسلوبك في اتخاذ القرارات، التفكير والتنظيم سيكفلان لك اتخاذ القرار الأنسب.
اشترك في نشرتنا الدورية
انضم إلى أكثر من 80,000 من خبراء الموارد البشرية واحصل على أفضل النصائح والإرشادات المتعلقة بالتدريب والتوظيف مباشرة على بريدك الإلكتروني. انضم وكُن من أفضل مديري الموارد البشرية الآن.